في الطريق إلى يثرب
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا -

هيا.. ابحثوا عن إثره وتلمسوا 
فيكم لعل وجوده قد يُحْدَسُ 
هيا.. فقد مل الرئيُّ لموعدٍ 
فيه الصباح بأفقه متنفس 
وكمن عزا للعابرين جراحهم 
 عذر النواح إذا خبوا وتمترسوا 
ابيضِّتِ العينان منكظماً وما 
عقلوا إذاً إن لم يكن دمهم نسوا 
متخفياً يمضي على أحزانه 
صحراء قاحلة وظرف أبأس 
متهجراً متخوفاً من حوله 
لكأن ما في الكون دونك عسعس
أتراه مخذولاً وأنت له يدٌ
رباه ألف سراقة يتجسس 
من أي منحىً قد ينير عزومهم
أنوارك اللهم منه تعكس 
لم يرنُ أفقاً كلما التبس المدى 
مستوقدَ الكلمات جاءك يأنس
يذكي جوارح شوقه متفائلاً 
كحضوره في غيره متأسس 
 بعراك أوثق قلبه مستمسكاً 
وشجونه كيقينه تتحسس 
رباه أنت له الوجود وحسبه 
حرية فيما الحياة المحبس 
رضوانك اللهم لاقى آدم 
كلماته طه بها يستأنس 
فإذا بإبليس الرجيم وكيده 
مهما استشرَّ أذى بفضلك مبلس 
من ذا إذاً أرخى عنان رجائه 
إبليس خاب قعوده والمجلس
وعلى طريق الحق سار مسبحاً 
عنه عيوني في الذهول تقدس
في البدء كان النور أجزل رحمة 
في الختم محمود المقام سيرأس
لا شيء أعلى غير من أعليته 
كي تستنير به الصراط الأنفس
أدعوك ملهوفاً كليماً هل ترى 
بعد السقوط ستشرئب الأرؤسُ
فأعنْ على الأهواء عبداً آبقاً 
يدعوك وهو بذنبه متكدس 
عبد لمن في ملكه متفردٌ
هل أوشكت خضراء وعدك تنبس
 وعليه خير الخلق حباً لم تزل
صلوات روحي تستطيب وتعرس 
من ذا سواي سواه عاش محاولاً 
حاشاه عنه الظل فيَّ سيعبس 
وجهت روحي للمحبة أحتمي 
عند المهال برايةٍ لا تنكس 
هو سيد الخلق الذي كرمتنا 
مستخلفين بنهجه نتمرس 
أنعم به خير العباد موجهاً 
علي بذات صفاته أتكرس
وبحقه يا رب جئتك سائلاً
جد لي بنورك في المسافة أقبس 
 واشرح وضع وارفع بفضلك سيدي 
عبداً رأى بكما الكرامة تحرس 
 من لم تطب من بعد حبكما وإن 
أغرت نوازعه الجواري الكنس 
نق الفؤاد من السواد وحسبه 
يخشاك وحدك لا سواك ويوجس

أترك تعليقاً

التعليقات