أبواق إعلامية لا تستحي
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا -
كونوا على ثقة بأن الخطاب الغربي يسير بعكس ما هو حقيقي. فقط كل ما في الأمر عبارة عن لغة منمقة مفضوحة عارية عن الأخلاق، تستقبلها وسائل إعلام مريضة وغير منصفة ولا تتسم بالمعيارية، وأقلام وقعت في وحل الحقد والأنانية.
حينما اتخذت صنعاء موقفها الإنساني بإغلاق باب المندب أمام السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، والذي يعد موقفا وجهدا محمودا وصادقا، لم تتوانَ أمريكا وبريطانيا في إنشاء تحالف «حارس الازدهار»؛ وهو بالحقيقة حارس جريمة الدمار والإبادة الجماعية التي ترتكبها «إسرائيل» ضد الفلسطينيين، بغرض منع اليمن من الضغط على الكيان الصهيوني لوقف جريمة إبادة الشعب الفلسطيني، ونفذتا عدواناً غاشماً ظالماً على اليمن وسيادته.
هنالك سارعت الأبواق الإعلامية إلى التضليل الساقط، وبدأت بالأكاذيب وبث الدعايات المغرضة، لتشوه موقف اليمن، مشككة في جديته وصدقه، رغم أن الأمريكي والبريطاني لم يصل لهذا الحد من التشويه، واعترف بالموقف اليمني؛ كما أشاد به الشعب الفلسطيني ومقاومته، في حين أن اللازم القول تفنيدا لتلك التسمية بأن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن منتهكاً سيادة اليمن، لم يراعِ القانون الدولي والمبادئ الإنسانية.
إن تلك الدول التي تدافع وتحرس جريمة الصهاينة بدمار غزة والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، اتخذت -إلى جانب عدوانها على اليمن- كل السبل، من حق الفيتو وغيره، ولما رد اليمن على ذلك العدوان وهزم الأمريكي البريطاني في البحر، لم تنصع لإرادة اليمن المقتدر وتحترم قرار صنعاء وتحل المشكلة الأساس، وهي منع العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحصار عنها، وكأنها لم تفهم بعد أن التصعيد اليمني إسنادا ونصرة لغزة مستمر حتى يأتي الخلاص من أهل غزة أنفسهم، حسبما صرح به قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
هل بعد ذلك من وجه يحمل بعض الحياء والخجل للأبواق الإعلامية، أم أن ماء وجوهها قد جف حين تأتي وتنسى وضع غزة وتتعامل بمعيارية، ناهيك عن مراعاة الإرادة الشعبية التي وجهت القيادة بذلك، وتدعو الغرب إلى منع حمام الدم الغزاوي ورفع الحصار عنه، وحينها ربما ستكون راعت نفسها وخففت الكمية الهائلة من الاحتقار التي ينفثها المتابع للأحداث حينما يجدها تسترسل في إخفاء خيبتها وعجزها عن اتخاذ موقف مماثل لقرار صنعاء أو محور المقاومة؛ تسترسل في تزييف الحقيقة وتشويه الموقف اليمني الذي يستحق الإشادة.
لم يقتصر الأمر على ذلك العمل التضليلي الكاذب ضد صنعاء، ولم تكتفِ بنشر الشائعات المغرضة والمسيئة والمستهجنة، بل تمارس -وبشكل وقح وبصورة فجة- الطريقة ذاتها والأسلوب ذاته وتهاجم حزب الله ومحور المقاومة وكذلك إيران، وبصورة هائلة، وتبث الإحباط وتحاول أن تزعزع الإرادة الإسلامية وتكبح طموحها وتضعف المعنويات، كحرب متزامنة مع العدوان الصهيوني على لبنان، وتصف المواقف العظيمة بـ»المسرحية»، وتتناول بالسخرية الضربة المجلجلة التي نفذتها إيران في عمق العدو الصهيوني مطلع تشرين الأول/ أكتوبر، كل ذلك يكشف هشاشة المبادئ الخلاقة وانعدام الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإعلاميون، باعتبارهم أصحاب رسالة ووثيقة للتاريخ تقوم على الصدق والمصداقية في نقل الواقع التاريخي والإنساني للأحداث.

أترك تعليقاً

التعليقات