لا جديد في عدن!
- عبدالرحمن العابد السبت , 11 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 2:00:09 AM
- 0 تعليقات
عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
مع اقتراب ذكرى 14 أكتوبر، لا شيء في عدن، ينم عن تغير في هذه المحافظة، ولا مؤشر في فكر من يسمون أنفسهم قادة الجنوب يعطي انطباعاً بأن الوضع قد يتغير في المستقبل القريب.
كل المعطيات على الأرض تشير إلى أن هذه المدينة، التي كانت موعودة إماراتياً بأن تصبح دبي أخرى، أعيدت قروناً إلى الوراء، وأصبحت وكراً لكل قذارات العالم، وسط غوص القوى السياسية في دوامة من الصراع -القديم الجديد- الذي يغذيه التحالف.
جميعها اتحدت في سبيل طرد «الشماليين» من المدينة التي كانت تعد منارة للتعايش والتنوع الثقافي. ومع ذلك لم يتغير شيء في واقع المدينة، المحكومة أصلاً بلوبي بات يسرق اللقمة من أفواه الجياع قبل أرواحهم.
وحدها مياه المجاري التي تحاصر الأحياء السكنية، تذكّر الناظر بوجود حياة هناك، وهي حياة باتت ملغمة بالجريمة المنظمة، فالقتل والاغتصاب وتجارة المخدرات رائجة بدون رادع.
ولا فرق بين رجل أمن ومسلح، فالجميع يعمل ضمن قطعان مسلحة متعددة الولاءات، وتتقاسم المدينة كمربعات أمنية تحكم سكانها بالحديد والنار، وتكويهم بفوضى إرهابها أو معتقلاتها، سيئة الصيت.
لم يعد أحد يكتب عن أيام عدن الجميلة، وربيعها التاريخي العبق بالتراث والفن والثقافة، وقد أصبحت جزءاً من منظومة محكومة بسطوة الجماعات المتطرفة، التي ترسخ وجودها يوماً بعد آخر من المهرة شرقاً حتى باب المندب في الغرب.
حتى اسم عدن لم يعد متداولاً إعلامياً؛ إلا في حال اقترن بصراعات «الانتقالي» حديثاً، أو «الطغمة» و»الزمرة» سابقاً، وما من رموز مخلدة في «ساحة العروض»، سوى بقايا ملصقات صور الزبيدي، في حين ذابت القيادات الأخرى تحت تشكيلات أصغرها يشقى باليومية في سبيل تلميع التحالف أو خدمة أجندته، بغض النظر عما يعانيه الأهالي هناك.
لا سبيل إلى حقولها التي تتقاتل الأطراف الجنوبية في سبيل الاستيلاء عليها لصالح قوى التحالف، التي تمول تلك الأطراف وتعزز قدراتها العسكرية، بهدف الفتك ببعضها البعض على منابع النفط.
الموانئ التي كانت تدر مليارات الريالات سنوياً، باتت معطلة، وما تبقى من صلاحية لمعداتها تعمد التحالف المتلهف لموانئه تعطيلها.
لم يعد هناك من ميناء بحري صالح للاستخدام، وما تبقى من سواحلها في الشرق يخطط التحالف لتحويله إلى ميناء لتصدير نفطه عبر بحر العرب، وحتى الموانئ الجوية تحولت فجأة إلى سجون ومعتقلات وقواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وسعودية وإماراتية.
المصدر عبدالرحمن العابد
زيارة جميع مقالات: عبدالرحمن العابد