عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
«اجتماع لرؤساء أركان جيوش إيكواس لبحث تدخل عسكري ضد الانقلابيين في النيجر». هذا الخبر نشرته بعض وسائل الإعلام في بلادنا. عجيب!!
وسائل إعلام تتبع السلطة القائمة في بلدنا، السلطة المتهمة بأنهم «انقلابيون»، والتي يطلقون عليها حتى اليوم «سلطة الأمر الواقع»، مثل السلطة الجديدة في النيجر، يتهمون غيرهم بالصفة ذاتها: «انقلابيين»!!
منظمة «إيكواس» هي تحالف دول غرب أفريقيا، يتحدثون عنها في الخبر بفخر واعتزاز بقولهم «رؤساء أركان جيوش إيكواس»، رغم أنها توازي ما أطلق عليه التحالف العربي ضدنا.
«إيكواس» تتبع أمريكا علناً، وهي تحدد أهدافهم وتحركاتهم، أمريكا التي نعلن البراءة منها كل يوم أكثر من عدد فروض الصلاة!! فلماذا يبدو في صيغة الخبر كأننا نؤيدهم؟!
إذا كنا ندعم التدخل الخارجي الذي تخطط له دول «إيكواس» ضد النيجر، فإننا في الواقع ندعم نوعاً مشابهاً من التدخل الذي تعرضنا له في بلادنا وحاربناه لمدة تسع سنوات.
أليس من حق النيجر أن تقرر تغيير الحكومة المعمول بها، التي تبيع ثروات البلاد مثل اليورانيوم وغيرها، تماماً كما قررنا تغيير الحكومة الموالية للخارج، التي تبيع النفط والغاز وتضيع السيادة الوطنية؟!
ألا يجب أن ينعكس هذا التطابق في موقفنا ولغة إعلامنا تجاه النيجر، أو على الأقل أن يتعاملوا بحياد ويتجاهلوا أخبارها، وعلى الناس أن يعتمدوا مصادر معلومات أخرى لمتابعة تلك الأحداث؟!
بكل أسف، نجد في لغة أخبار الشأن العربي والإقليمي والدولي، التي تنشر عبر جميع وسائل الإعلام الوطنية، أن مواقفنا تتطابق بشكل عجيب مع المواقف الأمريكية.
لكننا سنحسن الظن ونقول إن الأمر متروك للمحرر نفسه ولا يعكس توجه وسياسة بلدنا الخارجية، وهذا وارد رغم أنه غباء فادح.
لذا يجب ضبط إيقاع الأخبار بدقة، خصوصاً حين يأتي هذا الخبر من مواقع رسمية وطنية وقفت ولا تزال تقف ضد التدخل الخارجي على بلدنا برعاية أمريكية حماية للوطن والشعب من سرقة ونهب الثروات السيادية، مثلما هو حاصل في النيجر تماماً.

أترك تعليقاً

التعليقات