هل تتذكرون قضية جمال خاشقجي؟
- عبدالرحمن العابد السبت , 24 مـايـو , 2025 الساعة 1:06:20 AM
- 0 تعليقات
عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
مقتل خاشقجي. تلك الجريمة من أكثر ما خدم في نشر قضية العدوان علينا في اليمن، بعدما أرادوها حرباً منسية لا يتحدث عنها أحد. وسأذكر لكم مثالاً على ذلك.
تبنت قناة «الجزيرة» وتركيا بالمقام الأول قضية تصفية جمال خاشقجي بالشكل الذي عرفه الجميع داخل السفارة السعودية في تركيا، بأوامر مباشرة من ولي العهد ابن سلمان.
كانت قطر وتركيا تحرصان على إثبات تورط ابن سلمان وإظهاره كمجرم بشتى الوسائل؛ لكن كانت أمامهما مشكلة، وهي أن ابن سلمان حديث الظهور في عالم السياسة ولا يوجد الكثير مما يمكن قوله عليه؛ لهذا كان كلما يرد عليهم أحد: لم يسبق أن سمعنا على ابن سلمان ارتكابه جرائم بهذه البشاعة، يردون للتوضيح والاستشهاد: أنظروا ماذا يفعل من جرائم في اليمن؟!
قطر وتركيا، ومن خلال رافعتهما الإعلامية: «الجزيرة»، وبما يملكان من علاقات واسعة في مختلف دول العالم بأكمله، وعلاقاتهما مع من يتبنى وجهة نظرهما حتى داخل الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) الأمريكيين، وجمهور واسع من خلفهما بأعداد كبيرة من الخونج والحداثيين المستفيدين من مؤسسات تمولها قطر ومكاتب وغيرها.
كل أولئك تبنوا لغة خطابهما نفسها، واستشهدوا بالدليل نفسه الذي يؤكد دموية ابن سلمان، من خلال تعرية جرائمه في اليمن، وبدأ عرض الصور والفيديوهات وتسليط الضوء على أخبار اليمن عبر قناة «الجزيرة» بخمس لغات تبث بها في مختلف أنحاء العالم... تسخير الله عز وجل.
مقتل شخص واحد، هو جمال خاشقجي، كشف جرائم بحق شعب كامل، وسخر الله دولتين كانتا شريكتين في العدوان علينا بادئ الأمر لهذا العمل بما تمتلكان من علاقات دولية وسياسية، وإمكانيات إعلامية هائلة وأموال بالمليارات.
مصرع الدبلوماسيين «الإسرائيليين» سيفعل الشيء نفسه بإذن الله، ليحرك المياه الراكدة؛ ومن أدان قتل اثنين، بماذا سيبرر قتل وجرح مائة وسبعين ألفاً، وتشريد مليون إنسان؟!
سيقولون: وراء العملية الموساد! وهل من مصلحة الموساد كشف هشاشتهم وضعف إجراءاتهم الأمنية؟!
سيقولون: هناك من يريد استهداف حماس بهذه العملية! وهل كانت أصلاً غير مستهدفة؟!
دعوهم يتورطون أكثر.
المصدر عبدالرحمن العابد
زيارة جميع مقالات: عبدالرحمن العابد