عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
ما يجري في «إسرائيل» حالياً هي الهزات الارتدادية لهزيمة المخططات الغربية و«الإسرائيلية» ضد دول محور المقاومة في المنطقة.
قبل أن يتحمس أحد للاستنكار، ويقول آخر إننا غارقون في نظرية المؤامرة، ويصيح غيره بطلوا خزعبلات وأخواتها.. سأدعوكم أن تتأملوا لدقيقة واحدة، وبعدها احكموا.
ماذا لو...
ماذا لو كان النظام السوري سقط؟
ماذا لو فشل الحشد الشعبي في العراق؟
ماذا لو نجح دعاة الفوضى في إيران في جر البلاد إلى حرب؟...
ماذا لو نجحت المؤامرات في لبنان في تحقيق الاصطدام بين القاعدة الشعبية ومقاومتها بقيادة سماحة الوعد الصادق؟
ماذا لو انتصرت دول العدوان ومرتزقتهم على اليمن؟
لو حققت لهم حكوماتهم تلك الإنجازات من وجهة نظرهم، وهي أمور مخطط لها منذ عقود وفق جدول زمني وبصمتهم واضحة في جميع تلك التفاصيل، هل كانت ستخرج ضدهم جماهيرهم؟ أم أنها ستلتف حولهم؟
نعم، كانت الجموع ستخرج وربما أكثر من التي خرجت ضدهم اليوم، لكنها ستخرج لتحتفل بإنجازات حكوماتهم.
لو كانوا نجحوا في مخططاتهم ضد دول محور المقاومة لما وجدوا ما يعوقهم عن احتلال باقي البلدان العربية المنكسرة والتابعة لهم فعلياً، ولحققوا نبوءة العجوز كيسنجر “مهندس السياسة الخارجية الأمريكية ذي الأصول اليهودية” في مقال كتبه في الثمانينيات، بأن العام 2023م سيكون الوضع ملائماً لتحارب “إسرائيل” إيران، وتعقد اتفاقيات سلام مع عشر دول عربية (وكانوا يسيرون وفق هذا المخطط)، وأضاف كيسنجر في مقاله؛ أنهم سيحتلون سبع دول عربية، منها أربع نفطية.
وربما كانوا الآن ينشدون بجذل تحقيق بروتوكولاتهم “حقك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل”.
الفشل تلو الفشل، تلو الفشل، كان مصير مخططات “إسرائيل” والصهيونية العالمية، خصوصاً في ما يتعلق بدول المحور، بدأ منذ نحو عقدين وتزايد بوتيرة عالية في العقد الأخير.
الفشل المتتالي والمتلاحق أفرز حالة غضب واحتقان في أوساطهم، خرجت بأشكال ومسببات متعددة لكنها في مجملها تحولت لغضب أنزلهم الشارع، وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه أحد على الإطلاق في “إسرائيل”، خصوصاً أنهم اعتادوا تحقيق الانتصارات السهلة والمتسارعة حتى أُطلق على جيشهم “الجيش الذي لا يقهر”، واليوم يوصف بأنه أوهن من بيت العنكبوت.
“الإسرائيليون” يشعرون بالقلق والخوف كذلك، جراء تراجع الدور الأمريكي عالمياً، حتى إن بعض الأصوات في الدوائر السياسية داخل “الكيان المحتل” بدأت تناقش الذهاب إلى الصين ليطلبوا منها أن تؤمن لهم السلام الذي يخشون فقدانه مع تنامي قوة المقاومة وتضعضع الدور الأمريكي القابل للتراجع أكثر!

أترك تعليقاً

التعليقات