تهديدات جوفاء
 

عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
لا يخدعنكم التهديد والوعيد لدولة الكيان، فلو خاضت "إسرائيل" حرباً ضد حزب الله اليوم فستكون خسارتها فادحة، وستكون بداية زوالهم.
في حرب تموز 2006 لم تتمكن قوات وجحافل الجيش "الإسرائيلي" من أن تتقدم في جنوب لبنان بقواتها البرية، بل حدث ما عُرف بعد ذلك باسم "مقبرة الميركافا" في جميع القرى الحدودية، وأبرزها في وادي الحجير. كانت أول مرة تتعرض فخر الصناعة العسكرية "الإسرائيلية"، دبابات الميركافا، لمثل ذلك التدمير.
بل إن ما تم تدميره من دبابات كان أكثر مما سبق أن تم تدميره في جميع المواجهات العربية مع كيان العدو الصهيوني.
تم إعلان انتصار حزب الله بعد وقف إطلاق النار، وتم السماح لما تبقى من فلول الجيش "الإسرائيلي" بالانسحاب، بموجب قرار إيقاف إطلاق النار بتعاون قوات "اليونيفيل" من المواقع التي كانوا تورطوا فيها. ونتيجة الإخفاق "الإسرائيلي" جرت استقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان وعدة ضباط في الجيش "الإسرائيلي".
لكن كيف كان الوضع قبل 2006؟
كانت القوات "الإسرائيلية" تتقدم في لبنان وتجتاح المدن والقرى بكل سهولة ويسر، حتى أن قائد جيش العدو في تلك الفترة، آرييل شارون، قال ساخراً إنهم "سيجتاحون لبنان ببدلات السهرة، ولن يحتاجوا أن يلبسوا الزي العسكري".
وفعلاً في عام 1982 وصلت قوات الجيش بمساعدة جيش المرتزقة العميل إلى قلب العاصمة اللبنانية بيروت في ثلاثة أيام، وارتكبت المجازر البشعة مثل مجزرة "صبرا وشاتيلا".
واستمر احتلال لبنان من الجيش "الإسرائيلي" بالشكل نفسه الذي يحتلون به فلسطين والجولان المحتل، وتم اعتبارها "أراضي إسرائيلية"، حتى تبنت المقاومة اللبنانية، وتحديدا المقاومة الإسلامية ممثلة في حزب الله، الكفاح المسلح، وتمكنوا من تحرير جنوب لبنان وطرد قوات الاحتلال مكرهة في العام 2000.
اليوم، لو تجرأت "إسرائيل" على أن تخوض الحرب فلن تتمكن من اجتياح لبنان في ثلاثة أيام كما كانت تفعل، ولن تتوقف قواتها عاجزة عن التقدم في القرى الحدودية كما حصل في 2006؛ لكن القرى الفلسطينية المتاخمة للحدود اللبنانية هي التي ستتحرر، وسيكون التقدم لقوات المحور إلى داخل الأراضي الفلسطينية وليس العكس.
"إسرائيل" التي كانت تتمكن بأطقم عسكرية قليلة من اجتياح غزة وإلقاء القبض على كل من تريده وتقتل من تشاء وتغادر بكل سهولة، تقف عاجزة على أعتاب الشهر العاشر. وإذا كانت قد تفوقت في القتل والتدمير بطائراتها من الجو فإنها تبقى عاجزة أمام أي مواجهات برية مع فصائل المقاومة الفلسطينية محدودة الإمكانيات والتجهيزات والمعدات العسكرية، وعلى مساحة محدودة جداً من الأرض. يا الله نصرك الذي وعدت!

أترك تعليقاً

التعليقات