فشل المخطط الأمريكي الصهيوني
 

عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
الولايات المتحدة و»إسرائيل» لم تخسرا الحرب الأخيرة ضد إيران فقط، بل خسرتا وأضاعتا جهداً وعملاً وإعداداً بذلتاه خلال 47 سنة.
كان الهدف المعلن من الولايات المتحدة و«إسرائيل» هو تدمير البرنامج النووي الإيراني، رغم أنه مخصص للأغراض السلمية، ومعلن عنه ويخضع للتفتيش من وكالة الطاقة الذرية.
مع ذلك، كان الواضح أن الهدف الحقيقي للعدوان هو إسقاط النظام الإيراني، كثمرة لحصار اقتصادي طويل وتجنيد لعملاء وجهود استخباراتية وإعداد عسكري وتدريب مقاتلين وضخ إعلامي ودعم للمعارضة وتأليب للعالم العربي، استمر منذ العام 1978. وما يدلل على ذلك:
- كانت «إسرائيل» تدرك أن الضربات التي نفذتها ضد البرنامج النووي ليست كافية لتدمير مواقع المفاعلات. وسبق التأكيد على ذلك من قبل، وأن العملية تتطلب ضرورة استخدام قنابل متخصصة، وبالتحديد (GBU-57A/B)، التي استخدمتها أمريكا ضد موقع فوردو، ولم تنجح هي الأخرى.
فكيف أعلنوا وتباهوا بنجاح العملية منذ اليوم الأول للعدوان؟! أليس ذلك أمراً غريباً؟!
- بعد العدوان على إيران مباشرة، ظهر نتنياهو عبر وسائل الإعلام التابعة للدول العربية التي تدور في فلكهم، بصورة المنتصر، وهو يتحدث إلى الشعب الإيراني، واعداً «بمستقبل أفضل» من دون النظام القائم في إيران، معتقداً أن مهمته قد نجحت، وكأنه نصّب نفسه قائداً للمنطقة العربية و«الشرق الأوسط» كله. ولكن خيب الله مسعاه، وفشلت خطتهم بالكامل، وهي أثقل هزيمة قد وقعت على أمريكا و«إسرائيل» في العصر الحالي.
- أيضاً، استخدمت «إسرائيل» كل الوسائل التي أعدت لها، بما في ذلك قيام عملائها الذين جندهم الموساد بضرب إيران من الداخل بالصواريخ والطائرات المسيّرة. فما علاقة مثل هذا العمل بتدمير مواقع البرنامج النووي؟!
- بالإضافة إلى ذلك، شنت «إسرائيل» عملية قصف واسعة استهدفت بها قيادات عسكرية ومدنية في السلطة الإيرانية! ومرة أخرى ما شأن هذا الفعل بتدمير البرنامج النووي الإيراني؟!
- إذا كان الهدف المعلن هو تدمير البرنامج النووي، فلماذا تم تقديم ابن رضا بهلوي (ابن الشاه) من قبل أمريكا و»إسرائيل» باعتباره البديل الموافق عليه من قبلهما لاستلام السلطة!
- ظهر ابن رضا بهلوي في اليوم الثاني عشر يلقي خطاباً للشعب الإيراني، متوعداً بسجن قيادات النظام، ومشجعاً من ينقلب بمنحه قرار عفو منه. وبعد ثلاث ساعات من خطابه، الذي لم يهتم به أحد، صدر قرار وقف إطلاق النار، فعاد وصرح بعدها بأن أمريكا قد خذلتهم.
- الحقيقة، لقد استهدفت «إسرائيل»، بدعم أمريكي في اليوم الأول للعدوان على إيران، كل شيء إلا البرنامج النووي؛ لماذا؟!
لأنهم كانوا يرغبون في أن يصبح البرنامج النووي غنيمة حرب لأمريكا و«إسرائيل»، يتباهون بالتصوير داخله ويظهرون للعالم قوتهم ويكسرون آخر أمل في نفوس أبناء العالمين العربي والإسلامي عن إمكانية مقاومتهما.
وكان المخطط أن تُستخدم تلك المواقع الحصينة المخصصة للبرنامج كقواعد عسكرية أمريكية منيعة تهدد بها كل المنطقة والعالم لو نجح مخططهم الفعلي في قلب نظام الحكم في إيران، أما البرنامج النووي فليس سوى ذريعة.

أترك تعليقاً

التعليقات