ترامب العنصري
- عبدالرحمن العابد الأثنين , 17 فـبـرايـر , 2025 الساعة 12:30:42 AM
- 0 تعليقات
عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
الرئيس الأمريكي ترامب يتراجع عن موقف تاريخي إيجابي «يتيم» تجاه جنوب أفريقيا ويقوم بفرض عقوبات عليها، فما السبب وراء ذلك؟
بعد الحرب العالمية الثانية انخرطت أمريكا في صراع مع بريطانيا وفرنسا للاستحواذ على مستعمراتهما، وركزت على قضية الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث دعمت الإعلام في تسليط الضوء على الثائر الناشط نيلسون مانديلا حتى خرج من سجون الفصل العنصري وتمكن من تولي السلطة.
وعلى الرغم من أن ذلك كان له أهداف سياسية لدى أمريكا، إلا أنه كان موقفاً جيداً يحسب لها.
مؤخراً، قامت حكومة جنوب أفريقيا بالثورة على قرار عنصري بشع تم فرضه منذ عقود من قبل المحتلين الأوروبيين للبلد.
هذا القرار يمنح السكان الأصليين (السود) فقط 13% فقط من إجمالي مساحة الأراضي في البلاد، التي يحق لهم تملكها أو العمل فيها، وهي الأراضي غير الصالحة للزراعة، ما أدى إلى استمرارية الفقر والمعاناة في أوساطهم إلى هذا اليوم، بينما استحوذ المستعمرون (البيض) على 87% من مساحة الأراضي الخصبة، وما زالوا يعيشون في ثراء فاحش إلى هذا اليوم أيضاً، استناداً لذلك القرار الصادر في أربعينيات القرن الماضي.
عندما قررت حكومة جنوب أفريقيا مصادرة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الواسعة التي يستولي عليها المستعمرون منذ عقود بدون وجه حق، وإبقاء مساحات كافية لهم، والأراضي المصادرة يتم إعادة توزيعها على المزارعين الفقراء للعمل فيها، أثار هذا القرار غضب «البيض»، الذين اعتبروه ظلماً بحقهم وقراراً «عنصرياً».
من بين هؤلاء الأثرياء البيض المستائين في جنوب أفريقيا والد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي استعان بابنه الذي يمتلك صلاحيات واسعة جداً في أمريكا بجانب ترامب وقام بطرح الموضوع عليه فأصدر ذلك القرار.
القرار الأمريكي الجديد قد يكون متأثراً أيضاً بمواقف جنوب أفريقيا ضد «إسرائيل» وملاحقتها قضائياً في محكمة العدل الدولية؛ لكن في جوهره يتعلق الأمر بمحاولة الحكومة الجنوب أفريقية تصحيح آثار أحد أسوأ القرارات العنصرية التي لا يزال السكان الأصليون يعانون من تبعاتها حتى اليوم.
المصدر عبدالرحمن العابد
زيارة جميع مقالات: عبدالرحمن العابد