أمريكا و«إسرائيل».. من يحكم الآخر؟
- عبدالرحمن العابد الأثنين , 28 أبـريـل , 2025 الساعة 1:08:33 AM
- 0 تعليقات
عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
من يحكم أمريكا يجد نفسه أحياناً بين نقيضين: مسؤوليته تجاه الشعب الأمريكي، ومسؤوليته تجاه «إسرائيل» من جهة أخرى. ولو وجد نفسه بين مواجهة خطرين، أحدهما يهدد مصالح الشعب الأمريكي والآخر يهدد الكيان الصهيوني، فإن أولويته ستكون إنقاذ «إسرائيل».
قد يقول قائل: «أياً تكن خيارات الرئيس الأمريكي ومآلاتها، فإنه أولاً وأخيراً يحتمي بالشعب الذي انتخبه».
الحقيقة أن انتخاب الشعب الأمريكي لرئيسه إنما هو مجرد ادعاء يدعيه. هذا الشعب لن يستطيع حمايته أو إبقاءه في منصبه إذا خالف أياً من رغبات اللوبي الصهيوني؛ فغضب اليهودي الصهيوني عليه كافٍ ليس لإسقاطه وحسب، وإنما لقتله داخل البيت الأبيض نفسه.
الدولة الأمريكية الكبيرة في المساحة والسكان رهينةٌ بيد الكيان، وكل من يُنصّب رئيساً لها يجد نفسه مجبراً على أن يعلن ولاءه لـ«إسرائيل» في خطاب تنصيبه بواشنطن، وبعد ذلك عند حائط البراق في القدس المحتلة.
لا يمكنه أن يفكر مجرد التفكير بأن يتخذ في لحظةٍ ما قراراً مصيرياً يمس بمصالح الكيان الصهيوني؛ لأن نهاية رئاسته بل ومصير حياته رهنٌ بتلك اللحظة.
كل رئيس أمريكي مجبر على احترام مظاهرة شعبية ضده شخصياً؛ لكن عليه أن يتصدى لأية مظاهرة تناهض «إسرائيل» أو حتى تنتقدها، وأن يضرب بيد من حديد أي مواطن أمريكي يطال «إسرائيل» ولو بكلمة تجرح مشاعرها أو تصفها بالمحتل أو القاتل، فما بالكم برفع علم فلسطين داخل دولة تدعي أنها «مهبط وحي» حرية التعبير دوناً عن كل دول العالم؟!
إن من يحكم أمريكا مجرم بالإكراه - أو بالتراضي، فهو يعرف أن أهم ثمن لهذا المنصب عليه أن يدفعه قتل أي إنسان في هذا العالم، سواء في فلسطين أو اليمن أو العراق أو لبنان أو في أي دولة أخرى حول العالم، بل وحتى داخل أمريكا نفسها، إرضاءً لخاطر «إسرائيل».
أمريكا ليست دولةً عظمى هناك في أقصى غرب الكرة الأرضية كما يتهيأ للبعض، بل إنها أشبه بمُرافق حراسة مفتول العضلات (Bodyguard) أُوكلت إليه مهمةُ حماية مومس اسمها «إسرائيل» جاءت إلى شرق الكرة الأرضية لتمارس عهراً صهيونيّاً بحق بلدان وشعوب منطقتنا العربية والإسلامية.
قد يستبعد البعض منكم صوابية التشبيه السابق؛ إذ لا يمكنه أن يتخيل أن دولة «عظمى» بحجم أمريكا تقبل بأن تكون مُرافق حراسة مع كيان احتلال صغير لقيط! ولكن إن أردتم تشبيهاً يوضح وبشكل أقرب ماهية أمريكا و»إسرائيل»، فعليكم بالعودة إلى قاموس الأمثال الشعبية اليمنية، وتحديداً إلى المثل القائل: «جيش القـ.. أكثر من جيش الدولة»، وحينها ستعرفون حقيقة «مَن يحكم مَن»!
المصدر عبدالرحمن العابد
زيارة جميع مقالات: عبدالرحمن العابد