البروباغاندا لا تصنع نصراً
 

الكرار المراني

الكرار المراني / لا ميديا -

البروباغاندا هي "الدعاية الإعلامية المضللة"، وتعني الكذب المتعمد الذي يهدف إلى التسفيه. مثّلت الدعاية ــ البروباغاندا ــ إحدى الوسائل التي لجأت إليها قوى العدوان في مختلف ميادين النشاطات العامة، من أجل تحسين صورة عملها (العدوان) وتحسين صورة رموزها (بن سلمان وبن زايد) الذين جاؤوا لدعم ما تسمى الشرعية المزعومة.
لذلك منذ اليوم الأول دأبت الماكينة الإعلامية لقوى العدوان على صناعة الشائعات الكاذبة من خلال نشر انتصارات مرتزقتها وقواتها الغازية لليمن، وأنها تحقق إنجازات على الأرض، وقد حررت في الأشهر الأولى للحرب العدوانية على اليمن مساحة 85% من إجمالي الأراضي اليمنية.
لكن قبل أن نتحدث عن إخفاقات العدوان نعود بالذاكرة إلى ليلة الإعلان عن "عاصفة الحزم" وأهدافها، وماذا حققت منها السعودية، والتي كانت كالتالي: تدمير الصواريخ الباليستية، إعادة سلطة الدنبوع وحكومته، حماية الحدود السعودية، اقتلاع الحوثيين وتصفيتهم وإخراجهم من المعادلة السياسية.
اليوم بعد 5 سنوات من عمر العدوان، ما الذي تحقق من تلك الأهداف؟ لا شيء، بل إن الصواريخ الباليستية التي كان يمتلكها اليمن وهي مستوردة وأرادت السعودية تدميرها، أصبح اليمن اليوم يصنع صواريخ باليستية متطورة وربما تنافس الدول الكبرى التي لها عشرات السنوات في هذا المجال، حسبما جاء في تصريح سابق لوزير الدفاع اللواء العاطفي.
أما عن الوضع السياسي، فقد أصبحت صنعاء لاعباً رئيسياً في أي حوار مستقبلي، وهي التي كانت حاضرة في جنيف 1 و2 وفي حوار الكويت ومسقط بوفدها الوطني المفاوض المكون من كل المكونات السياسية المواجهة للعدوان، وهناك حكومة الإنقاذ حتى وإن لم تكن بمستوى التحديات ولم تقدم ما كان مرجوا منها، إلا أنها هي الموجودة على الأرض.
أما اقتلاع الحوثيين وإخراجهم من أية معادلة سياسية قادمة، فذلك المستحيل والذي لا يمكن لعاقل القبول به بعد أن أصبح "أنصار الله" القوة الأكثر عدة وعتاداً وشعبية على الساحة الوطنية، وما أكسبهم كل هذه الشعبية والحضور الجماهيري أنهم جاؤوا من خارج الطبقة السياسية الحاكمة والفاسدة، حاملين تطلعات المجتمع في العيش الكريم ونيل الحرية والاستقرار وانتزاع القرار السيادي للوطن، ووقوفهم في مقدمة الصفوف للدفاع عن حياض الوطن.
لم تكف الآلة الإعلامية لتحالف قوى العدوان عن زيفها وكذبها ومواصلة حربها الإعلامية الكاذبة وزيفها المفضوح في محاولة مستميتة لتضليل الرأي العام اليمني، لكن اليمنيين أصبحوا أكثر وعياً من أي وقت مضى بخطورة المرحلة وحساسية المعركة التي يخوضونها في مواجهة الغزاة المعتدين ومرتزقتهم.
لذلك ما يثير الشفقة أكثر هو إعلام المرتزقة من أذيال السعودية والإمارات، الذي لازال يعتمد نفس الأسلوب القديم، وهو الحديث بعد كل هزيمة يتجرعونها عن أنهم تعرضوا لخيانة منذ دخول عمران وما تلاه من إسقاط إمبراطورية التكفير وصناعة الفكر التكفيري المتمثلة في "الفرقة الأولى مدرع" و"جامعة الإيمان"، ودخول صنعاء، وحتى سقوط نهم والجوف مؤخرا لا يتحرج هؤلاء الأراذل من إعادة الأسطوانة المشروخة بالحديث عن الخيانات.
اليوم أصبحت مجريات الأحداث على الواقع تقدم الصورة واضحة لكل متابع حصيف ومنصف، وأن البواسل من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية هم أصحاب الكلمة الفصل، ومن يمتلكون زمام المبادرة في التحكم بإدارة المعركة واختيار المكان والزمان المناسبين، وهو ما يجعلنا على موعد قريب مع النصر المؤازر بفضل تلك التضحيات الجسيمة في الميدان والإدارة الحكيمة في قيادة المعركة، وما علينا إلا أن نكون بمستوى الحدث الذي سيغير وجه المنطقة.

أترك تعليقاً

التعليقات