الكرار المراني

الكرار المراني / #لا_ميديا -

فيروس كورونا يفضح زيف هذا العالم، بعد عشرات السنوات والقوى الأوروبية الغربية وهي تحدثنا عن الإنسانية وحقوق الإنسان إلى آخره. لكن الأحداث كشفت زيف الادعاءات التي كانوا يتشدقون بها. فمنذ اليوم الأول للعدوان على اليمن وتعرض الشعب اليمني للإبادة الجماعية صمت هذا العالم المنافق. جاء اليوم فيروس كورونا ليكشف ما تبقى من عورة هذا العالم من دعاة الإنسانية المزعومة. 
بالأمس حيث تجاوزت الإصابات بفيروس كورونا 223 ألفاً في 158 بلداً، وصل عدد الوفيات منهم إلى 9827 شخصاً، هذه الإصابات تكشف فشل النظام العالمي والقوى الغربية التي تخلت عن مسؤوليتها ليس تجاه العالم في مواجهة الوباء، بل تجاه شعوبها، حيث شهدت إيطاليا خروج الوباء عن السيطرة والانهيار في ظل تفرج دول الاتحاد الأوروبي أمام الكارثة الإنسانية. 
أما الفضيحة الكبرى فهي ما تمارسه أمريكا من عقوبات على إيران، حيث تسبب ذلك في خلق وضع كارثي للوباء، لأن العقوبات الأمريكية حالت دون استيراد كواشف مخبرية ومستلزمات طبية أخرى لتشخيص الفيروس في بداية انتشاره، فيما أحجمت الشركات الأوروبية المنتجة للكواشف المخبرية عن بيع إيران منتجاتها خشية العقوبات الأمريكية. كل ذلك تسبب في الوضع المأساوي الذي تعيشه طهران اليوم، حيث ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى نحو 20٫621 حالة بعد تشخيص 966 إصابة جديدة، وخلال الساعات الـ24 الماضية توفي 123 شخصا ليرتفع عدد الوفيات إلى 1556 حالة وفاة.
إلى جانب ما تقوم به أمريكا من جرائم ضد الإنسانية توغل في العنصرية لتذكرنا بالتاريخ الوحشي لجرائمها ضد الهنود الحمر، حيث أثارت صحيفة "نيويورك تايمز" مسألة قدرة السياسيين والمشاهير والأثرياء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى لاعبي كرة السلة الوطني (NBA) على إجراء اختبار فيروس كورونا الجديد، بينما ينتظر آلاف المواطنين الأمريكيين دورهم أو يتم رفض إجراء الاختبار، لقلة العينات الموجودة.
هذه هي أمريكا، وهذا هو وجهها القبيح بغير مساحيق التجميل، هي من تقتل الإنسان في الشرق والغرب، ولا هم لها إلا تحقيق مصالحها وأهدافها الاستعمارية في السيطرة على ثروات الشعوب، فهي تقتل الصيني والإيراني والعربي... ولا تفرق بين أحد.
لذلك يفرض الواقع اليوم على القوى الحرة في عالمنا الاتحاد في مواجهة الخطر الأمريكي الذي لا تهمه إلا نزعته الرأسمالية المتوحشة، والوقوف صفاً واحداً أمام هكذا خطر محدق يتربص بالجميع.

أترك تعليقاً

التعليقات