الجوف تعانق الحرية
 

الكرار المراني

الكرار المراني / لا ميديا -

بعد أن ظن المرتزقة أن الجوف أصبحت تدين بالطاعة والولاء لبني سعود، بعد المغامرة التي راح ضحيتها المئات إن لم يكن الآلاف من مرتزقتهم كي يدخلوا الحزم مركز المحافظة وتحقيق بعض الاختراقات في مديريتي المتون والغيل، عندها خُيل لهم أن باستطاعتهم مواصلة همجيتهم في إخضاع الجوف وأبنائها الشرفاء للاحتلال.
لكن ذلك الحلم لم يدم طويلاً، فها هي الجوف تعانق الحرية على يد أبنائها البواسل مجاهدي الجيش واللجان الشعبية، وتنعم بالأمن والاستقرار بفضل الله والدماء الطاهرة التي سفكت في سبيل الله والحرية. أن ثمن الحرية فادح، لكن ثمن السكوت والرضوخ أفدح، لذلك فضّل أحرار الجوف المواجهة وعدم الإذعان والاستسلام.
من هنا يأتي البعد الاستراتيجي للمعركة وما يمثله الانتصار الذي تحقق في الجوف وتحرير محافظة كاملة وما يمكن أن يضيفه هذا البعد إلى مجرى الصراع بشكل كامل، والذي يكشف مدى ضعف وهشاشة المرتزقة ومن خلفهم تحالف قوى العدوان، الذي أصبح في حالة من الترهل والتفكك بعد خمس سنوات من العدوان الظالم على الشعب اليمني الصامد الذي أثبت من جديد أن اليمن مقبرة الغزاة.
إن ما ترافق مع عملية التحرير يكشف لنا عدة أوجه من الأهمية، وذلك من خلال الإنجاز النوعي في العملية الخاطفة والتي تبرهن مدى القوة والحرفية والجهوزية العالية التي يتمتع بها مجاهدو الجيش واللجان في إدارة المعركة، وهذا ينبئ عن تبلور كامل لمجرى الأحداث القادمة من خلال تحكم القيادة العسكرية في صنعاء بزمام المبادرة واختيار مسرح العمليات وفق المعطيات التي صنعتها على الأرض.
إن تحرير الجوف لما له من أهمية يمكن أن يفتح أبواباً جديدة وثغرات شديدة الخطورة على تحالف العدوان ومرتزقته، من خلال تأمين أي هجوم مرتقب على مأرب، فيما الأهم هو فتح جبهة حدودية مع العدو السعودي، وهي ورقة ضغط جديدة قد تستخدمها صنعاء في الوقت والزمان المناسبين.
هذا وتبقى الأهمية في انتزاع الجوف من عباءة التبعية للسعودية وتحريرها، لما لها من أهمية في الموارد طبيعية، وكذلك لما قدمته خلال عشرات السنوات في التجنيد المشائخي لها لجعل الكل يدور في فلكها والتسبيح بحمدها مقابل فتات اللجنة الخاصة لهؤلاء المرتزقة الذين كان النظام السابق لا يتحرج من عمالتهم، لأن الجميع كان يعمل في خدمة المشروع السعودي الذي يرسمه الأمريكي في واشنطن.
اليوم وقد تحررت الأرض من دنس الغزاة ومرتزقتهم، هاهم أبناء الجوف يفتحون صفحة جديدة ويدفنون الماضي، لكي يعود كل المغرر بهم إلى أهاليهم ويكون الجميع صفاً واحدا في مواجهة المعتدين حتى الانتصار المؤزر وتحرير كافة أراضي الجمهورية اليمنية وانتزاع قرارنا السيادي.

أترك تعليقاً

التعليقات