طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
من المؤسف جداً ظهوركم بهذه العقلية التي تجاوزت البداوة في حكمكم المتعجل على الأمور، خصوصاً وأنكم تعيشون فترة حرب زمنية قد لا تقاس بالسنين والأشهر والأيام بقدر ما تقاس بتراجع فعلكم الثوري الرافض لمشاريع تطويع الإنسان ودفعه نحو هاوية سحيقة؛ حقاً فعلكم الثوري المائز الذي لم يكن قد وجهت بوصلته توكل كرمان أو حمود المخلافي أو أي شبيه إخواني آخر لهم في تعز.
إنها فترة زمنية كانت كفيلة بأن تنتبهوا فيها إلى دمائكم وهي تُسفك في الحدود لحماية مملكة العدوان السعودية والعدو التاريخي لليمن بأمر من الإصلاح، وأن تنتبهوا لدمائكم وهي تُسفك في الاحتراب فيما بينها داخل مناطق سيطرة حزب الخونج، وأن تنتبهوا وتحترموا آدميتكم المأخوذة إلى سوق نخاسة الإصلاح وتجارته اللاهثة للمال الخليجي والتركي أيضاً، ولتعرفوا أن بعضكم تم بيعه لقطر وتركيا في معركة ليبيا وغيرها.
إنها فترة كفيلة بأن تعرفوا أن من يحكمونكم يزايدون عليكم بالدين، وأن فعل المقاولة التي كانت تتغيا تحرير تعز كاذبة، وأن ما تصطلحون على تسميته "الحصار" هو أكثر ما يفرح حزب الخونج، لتلقي المساعدات الدولية وأموال المنظمات من خلاله، بل إنها خطوة مقصودة للمزايدة بها على عقولكم وترسيخ خطابات المظلومية التي هي في الأصل نافية لحقيقة المقاومة التي قتلت منكم الكثير، المقاومة التي قاومت فيكم الحياة وأذهبت فيكم الروح الحماسية للبناء.
إنها فترة كفيلة بأن تحترموا فيها عقولكم أمام بلطجة الطفل غزوان وجماعة غدر والصعاليك ومجاميع أبوالعباس المُنتشية بدمائكم، وأن تتقدم عقولكم في المساحة الجغرافية لتعز، لتلاحظوا الفرق الواضح بين مناطق سيطرة حزب الخونج وجماعات "العاصفة" وبين مناطق سيطرة أنصار الله في الجانب الأمني.
إنها فترة كفيلة جداً بأن تعرفوا الكثير؛ لكن الزمن قد تجاوزكم، قد صار ووصل إلى أبعد ما كان مؤملاً لكم، وصار أيضاً أكثر من أن تلتفوا إلى الخلف لتلاحظوا أن حزب الإخوان اختصركم في كرتونة إعلامه.
إخوتنا في تعز، من العيب جداً أن تُغلف عقولكم وقلوبكم بكلمات بسيطة جداً وكاذبة كثيراً لدفعكم إلى مهاوي الجحيم! أن من العيب أن يصبح فيكم الفرد سدى وعبث لا يدري بوجوديته الفعلية وبزكاء عقله وروحه، كما إنه من العيب اليوم بعد تحرير نهم والجوف ومأرب تصديق أن الخونج في تعز سينتصرون أو يتقدمون بمقدار حتى قفزة نملة تجاه الحوبان!
من العيب أيضا ألا تستفيدوا من الدروس، وما زلتم تنظرون إلى تحت أقدامكم! لقد صار حزب الخونج الذي حارب شمالاً وجنوباً يقترب من نهاياته التي جلبها هو لنفسه، وهي نتاج طبيعي لإجرامه وتطرفه، فهو اليوم يريد أن يعلن بأرواحكم نهايته، وأن يمزج بدمائكم نهايته، ولن يهتم سوى بنفسه حين يهرب إلى تركيا وقطر والرياض، بعد أن كان يضللكم بعلاقته بكم وبالشعب وبالله، وبالتالي فإنه لمن الغباء منكم أن تصدقوا وعود قائد المقاولة الخونجي حمود المخلافي بالتحرير وهو في إسطنبول كغيره الكثير من القيادات الأخرى، كتوكل واليدومي والزنداني.
إخوتنا في تعز، لا نريد تصديق أنكم أصبحتم لقمةً سائغة في يد حزب الخونج القذر، ولا أن عقولكم استسلمت للشائعات والكذبات المنمقة التي يبرزها حزب الخونج في وسائله الإعلامية، كما أننا لا نريد تصديق أن الحزب الإخواني المتطرف يستطيع طيكم بكل سهولة تحت إبطه العفن.
كما لا نريد تصديق أنكم تريدون لتركيا موطئ قدم عبر خليفتها العثماني المرسل إلى تعز "حمود المخلافي" من خلال إنشاء معسكرات متوزعة على أكثر من منطقة في تعز. لا نريد تصديق أنكم مازلتم تصدقون كل ما يقوله ويروج له "حزب مسعدة"، ولا نريد تصديق أنكم راضون بالسعودية كمفتاح حل يمني أو غيرها من دول العالم الأخرى. لا نريد تصديق استمراركم في الجمود وعدم الاعتراض على مسلسل القتل الإخواني لأبناء المدينة بشكل يومي.

أترك تعليقاً

التعليقات