لماذا يتهموننا دائماً؟!
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
قد أكتب مفكراً بنفسي: ماذا لو سقطت ورقة نقود من جيب بنطالي واتهمت بالسرقة جميع الأصدقاء الذين كانوا إلى جانبي قبل أن أتأكد، بل ودون أن اتأكد، أو حتى أفكر بالتأكد من صحة ذلك؟! إنه موقف رخيص، لن أجد فيه بالمطلق ورقة النقود التي أعلم أنها سقطت من جيبي، غير أني سأكون كاذباً، ولن يتبقى لدي صديق، وبذلك أكون قد قتلت بداخلي الحقيقة مرتين، مرةً حين لم أتيقن ولم أدرك خطورة تهمتي هذه، ومرة أخرى حين توقفت ولم أسعَ للبحث وأعترف بالحقيقة من جذرها أمام الجميع وبشجاعة!!
أيضاً، لو بالغت بالتهمة ونشرتها على نطاق واسع، وأخذت أتهم كل من أجده بسرقة ورقة النقود، وقتل جاري الذي توفي جراء الفشل الكلوي، لو اتهمت صاحب الحافلة، وأيضاً العاملين في المقهى، والمخزنين إلى جانبي، وإمام الجامع، ورجل الأمن حتى، بما حصل! إنها شغلة ومهنة قذرة، بلا شك، ولكن هل تعرفون أن رجلاً عادياً لا يستطيع مزاولة هذه المهنة، إنما يمكن لكاتب باع دينه وإنسانيته ووطنه مزاولة ذلك، وبلا أي تكلف، ودون حتى أن ينتبه أو يحاسب نفسه مرةً واحدة بنقاوة وبلا أي تحسبات احتمالية؟!
حين يكتب الإخونجي المؤدلج عن الواقع، وإن كان يعيش في صنعاء بأمان، فإنه يكتب عن الاختلال الأمني وعن الاغتيالات وعن تفشي ظاهرة المتاجرة بالمخدرات وعن غلاء الأسعار... هو يعرف أن جهد الدولة ساهم في الحد من ذلك، وبإنجاز لا مثيل له، إلا أنّ عداءه اللامنقطع للدولة في صنعاء يدفعه إلى ذلك. إن حادثة اغتيال أو قتل تُفرحه لانتقاد أنصار الله والكتابة عليها، ولكن حالة الأمن والاستقرار الحاصلة ليست بشيء من باله الفكري، وليست بمعطى في مجمل كتاباته، ولم يحدث في يوم من الأيام أن كتب عنها! إنهم الكتاب النافذون في الاتجاهات المطمئنة!
مثل الخونجي، تجد العفاشي المتباكي أيضاً، الجميع يسوق التهم دوماً ويلصقونها ويحاولون الإقلاق بها وتفجير الوضع في مناطق جغرافيا السيادة الوطنية، تهماً رهيفة خفيفة كاللاشيء، تهماً متورطة حين تُسأل وحين تُجيب، تهماً متورطة بذاكرتها هي فقط، تهماً سابقة ولاحقة، جديدة ومتجددة، تهماً مصحوبة بتاريخ الانتهاء والأخرى بلا تاريخ انتهاء.
لقد اغتيل الأكاديمي في جامعة صنعاء الدكتور/ محمد علي نعيم (رحمة الله تغشاه)، وتم القبض على مرتكبي الجريمة، ولكن هناك من حاول التفلسف ونسب التهمة مباشرةً لجهة أنصار الله. وهي ليست المرة الأولى وليست الأخيرة التي يوزع فيها الأقزام التهم على الآخرين، لكن هل يتحرج هؤلاء ويحسون بالذنب ولو لمرة واحدة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات