التاريخ يعيد حتى الصديق!
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
الله منك يا زمن! لقد توقعت أن يأتي هذا اليوم الذي تذبل فيه عضلة الوهم الداروينية لدى عقل صديقي المُنَظّر حينما كان له جيب بنطال أوسع من عقله وفهمه! صديقي حالياً لم يكن كما في السابق، فقد كان فمه أشبه بماسورة صرف صحي لتمرير فضلات القوة العسكرية والمالية ومشاريع غزو تحالف العدوان الكوني، واليوم، المسكين هذا يقول لي: "أنصار الله على حق"، ولكن بعد سبعة أعوام هجرية من الحرب!!
في اليمن الآن، ونحن مازلنا نعيش أجواء الاحتفاء بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، أستطيع القول بلا أي تزعم أو هدرة كلامية بأن التاريخ نفسه فرحٌ بنا أكثر مما فرح ببأس الأجداد من قبلنا؛ لقد أحكمنا تفكيرنا بألا يمر التاريخ دون أن نستوقفه للتذكير بالإنجازات العسكرية وواقع التصنيع العسكري المُتقدم ومشاهد الإعلام الحربي والقصص المُقدسة التي خطها أبطال المسيرة من الشهيد القائد حسين بدر الدين إلى الشهيد الصماد مرورا بالشهداء المداني والجرادي وقاصف وطومر... وغيرهم، ومن تحرير نهم والجوف والبيضاء وعمليات الحدود وصولاً إلى معركة تحرير مأرب، وإليك أنت: اليمن اليوم قوة إقليمية صاعدة وواجهة لكل شعوب العالم المُستضعفة التي تريد التخلص من واقع التسلط "الإسرائيلي" ـ الأمريكي.
هذا الصديق فهم الدرس جيداً، وإن كان التاريخ هو الذي أعطى له الدروس وليس أنا. صحيح هو لم يذرف ولو دمعة حزن واحدة على أطفال ضحيان الذين قام العدوان بقصفهم وهم على متن الحافلة، لكنه خبأ دمعته إلى اليوم وبكى الغلط الذي كان هو عليه، لا الدم الذي سال. ومثل ذلك عرف بأن شرفه اليمني المطعون فيه بأحد المسلسلات السعودية هو نتاج الواقع الذي أوصل الوطن إليه الرخصاء من النخب التنظيرية واللوبيات التي تعمل لصالح العدو، وبكى قامته هو فقط، لا الشعب بأكمله.
يا صديقي، هل مازلت تذكر ذلك المرتزق السوداني الذي وقع أسيراً في يد القديسين من أبطال الجيش واللجان الشعبية، والذي ظن أن قتاله في الحدود كان دفاعاً عن الحرم الشريف؟! هو اليوم يكاد يطحن عقله وهو يعلم أن النظام السعودي وللعام الثاني قام بإغلاق الحرم بذريعة "كورونا"، وأنت مثله! أدري أنك تكاد تطحن كل ذاتك حين تشاهد اليوم واقع ترحيل اليمنيين ووقاحة التعدي على شرف النساء اليمنيات، أيضاً وأنت تقارن بين ما مثله أنصار الله من علاقات دبلوماسية متكافئة وأكثر حرية مع حليفتهم إيران وبين العلاقة الدبلوماسية الذليلة التي مثلها منبطحو الشرعجية مع حليفتهم السعودية.
أخيراً، يبقى التاريخ حالة قائمة في الواقع. ومثلما فشلت حرب العدوان الكوني في شقها العسكري على اليمن، ستفشل حربه الأخرى في الشق الاقتصادي. وليعلم الجميع أن حزب الله الذي استطاع هزيمة "إسرائيل" في السابق قادر على هزيمتها في الراهن... والتاريخ بيننا.

أترك تعليقاً

التعليقات