عن فرعون وسَحَرته فـي العراق
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
أكثر ما تذكرني به مصطلحات "الدستور" و"الانتخابات" و"الشرعية" و"اللعبة الديمقراطية" في البلاد المحتلة المغتصبة السيادة والقرار، هو رواية سَحَرة فرعون وموسى.
فطالما المحتل جاثمٌ على أرضها يحكم البلاد والعباد، طالما هو يلقي بكل ما أوتي من حِيَلٍ ليُخيَّل لأهل تلك البلاد والعالم أجمع أن احتلاله باقٍ وعظمته في أوجها وأن زمنه لا ينتهي.
ولكن متى ما دقَّت ساعة التحرر، يلقي التحرر بعصاه فتتحول إلى حيةٍ عظيمةٍ تبتلع كل ما يأفك المحتل وأدواته، وتغسل كل الزيف وتزيل كل القشور عن المشهد ليظهر واضحًّا وجليًّا.
دستور بريمر وقوانينه وانتخاباته وشرعيته ولعبته الديمقراطية وباقي الحِيَل والإفك المُلقى في العراق لن يصمد أكثر مما صمد مثيله في أفغانستان، وسقفه أن ينهار حتى قبل جلاء آخر جنديٍّ محتلٍّ عن تلك البلاد.
ختامًا، تبقى الإشارة واجبةً إلى أن ما يصح في حال الاحتلال يصح في حال الهيمنة أيضًا، وتبقى الحكمة قائمةً بأنه لا يعظُ الناسُ من لا يعظُ الدهرُ.


أترك تعليقاً

التعليقات