نفق سجن جلبوع:روح تحدٍّ لا تُكسر
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
صباح السادس من أيلول/ سبتمبر من العام 2021، لم يستفق كيان الاحتلال على عملية فرار من سجن، ولا على طموحٍ شخصيٍّ جامحٍ لسجينٍ من هنا أو إرادةٍ صلبةٍ لسجينٍ آخر من هناك، بل استفاق على تجديد آمال الشعوب العربية المضطهدة بالانعتاق والتحرر.
فعندما يحفر الفلسطيني، لشهورٍ طويلةٍ، بملعقةٍ أو ما شابه، نفقاً عميقاً تحت سجنٍ مختصٍّ بالحراسة المشددة في كيانٍ هو أصلاً مختصٌّ بالسجون، لا ليخرج منه إلى كنف دولةٍ عاديةٍ، بل ليستكمل رحلة نضاله في سجنٍ أكبر تتعقبه فيه وتبحث عنه أجهزة احتلالٍ متنوعةٍ عسكريةٍ وأمنيةٍ ومدنيةٍ وما تستتبعه من كلابٍ بوليسيةٍ وأخرى عميلةٍ في رام الله وغيرها… فهو، لعمري، يعكس روح تحدٍّ لا تُكسر.
إن فشل الإمبراطورية الغربية وقاعدتها العسكرية والأمنية الأصلب في منطقتنا والعالم في كسر هذا الأمل بالذات، برغم ما يزيد عن قرنٍ خلَّفت فيه غزواتها وغاراتها واحتلالها وهيمنتها ونهبها وحصارها مئات الملايين منا بين قتيلٍ وجريحٍ ومعوَّقٍ وأسيرٍ ومشردٍ ومقهورٍ ومسلوب المستقبل ومُدجَّن... هو فشلٌ يبنى عليه الكثير الكثير.
هذا الفشل هو الوجه الآخر لذاك الأمل، ذاك الأمل بالتحرر النابع من أبسط حاجات مئات ملايين العرب الأساسية الممنوعة عنهم، ذاك الأمل بالنصر الذي سينمو ويتكاثر ويدحر هذه الإمبراطورية المحتلة المهيمنة الناهبة وأدواتها عن بلادنا وسيقصم ظهرها. ذاك الأمل هو وقود تحرُّرنا.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات