علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -

بعد 4 سنواتٍ من الفوضى والتخبط، كانت في الأصل نتيجة أزمة الإمبراطورية المتمثلة أولاً بالزيادة المطردة في حاجة الإمبراطورية للنهب وثانيًا بصعود الصين وروسيا وغيرهما مما أدى إلى انحسار الرقعة المنهوبة من قبلها، يحاول بايدن الآن إعادة الانتظام لنشاط الإمبراطورية المجرم النهبوي الغاية.
نشهد اليوم مثلاً هزَّه العصى لتركيا والخليج معا بغية رص صفوفهم خلفه، وأمرَ عملياتٍ داعشيٍّ حيث فشل "الربيع العربي"، ومحاولةً لترويض إيران بعصا العقوبات القائمة (إلى آخر ما يُحضَّر لها) وجزرة المفاوضات، وبوادرَ ربيعٍ سلاڤي... إلخ.
غير أن السنوات الأربع الماضية لم تكن "لفحة هواء" كما نقول بالعامية، بل نتيجة أزمة الإمبراطورية كما أسلفت، وليست سببا لها، وهي بالتالي لن تُحل باستئناف عهد أوباما وكأن شيئا لم يكن.
العالم يكبر ويتنفس، ولا يمكن للإمبراطورية أن تخنقه بعد الآن. أزمة الإمبراطورية تتلخص في ألا مكان لها في عالم الغد، مهما فعلت. مهما بدا ترامب مجنونًا للبعض، فهو أعقل من خلفه من جهة إدراك هذه الحقيقة وما يتبعها من استحالة استدامة السيطرة على العالم أجمع وضرورة تقليص حجم الإمبراطورية وحاجتها الماسة للتحالف مع روسيا ضد الصين ولتركيب أنظمة إقليمية تابعة حيث يصعب عليها التواجد.
لا أقول إن ترامب كان لينجح لو استمر، فالإمبرطورية تصارع الزمن وأبسط حاجات شعوب الكوكب معًا، وهي في وضعٍ لا تحسد عليه، ودون كلِّ خطوةٍ تخطوها عشرات العراقيل؛ ولكني أشير إلى انسداد أفق طموحات وأساليب التحالف الذي جمع بين وكالة المخابرات المركزية وبورصة نيويورك، لا خارج أمريكا ولا في داخلها، ناهيك عن أفق طموحات اللاهثين لعقد الصفقات مع إمبراطوريةٍ بات نصفها المشرق من الماضي.
* كاتب لبناني. 

أترك تعليقاً

التعليقات