إكرام الميت دفنه
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
المطلوب جبهةٌ لكسر الحصار والتبعية، لا صيغةً لإعادة إنتاجهما.
خزعبلات بعض النخب الشيعية تدفعك دفعاً لتترحم على الزمن الذي كان فيه أحمد الأسعد يُعلِّم ابنه كامل حصراً، بدلاً من أبناء الطائفة أجمعين.
"لم يعد بالإمكان الفرار من السؤال السياسي الكبير في لبنان، نحن بحاجة لصيغة حكمٍ لتوزيع السلطة والثروة في لبنان بشكلٍ مختلف".
فلمَّا كانت كل شاردةٍ وواردةٍ من أساسيات الحكم في لبنان، ومازالت، تمر عبر سلطة التقرير الفعلية في عوكر... فبالإذن من عوكر وسيدتها، أي سلطةٍ نُوزِّع؟!
ولما كان لبنان يعيش على الريع الخليجي مقابل دوره الوظيفي التبعي للغرب، ثم انقطع الريع بانتفاء الدور، الدور الذي انتفى لصالح مشاريع أحلاف غربيةٍ جديدةٍ في المنطقة بسبب عدم فعالية القديمة، ولضيق ذات يد الإمبراطورية التي استنزفت بقرتها الحلوب في الخليج بسبب منافسة الصين وروسيا وباقي الدول الصاعدة ضدها في العالم... فأي ثروةٍ نُوزِّع؟!
لبنان بحاجة لجبهةٍ عريضة لكسر الحصار، ولمشروع شامل مضمونه التكامل مع الإقليم والتوجه شرقاً لكسر المحاصِرين وهيمنتهم، ولمظلة قوى التحرر في الإقليم وقوى الصعود في العالم لتحميه.
قبل كسر الحصار والمحاصِرين وهيمنتهم، كل الصِيَغ هي لتوزيع التبعية والجوع ليس إلا.
أما المفارقة في الأمر، فهي أن الكيان اللبناني الذي تبحث له تلك النخب الكيانية المدجَّنة عن صيغ حكم جديدة قد مات وفاحت رائحة الموت منه، ولم تنتهِ هذه الهلوسات بعد.
ختاماً، إكرام الميت دفنه، كياناً ونخباً.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات