ثورة الغرب في لبنان!
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -

من جديد، وبعد نشر جريدة "الأخبار" ملف "لندن ليكس: كيف نصنع ثورة لبنان؟" المبني على تسريبات أنونيموس، جاءتنا فرصة جديدة لنتذكر نظرية "العشرين ثمانين" الشهيرة التي شرحت جذور أزمة لبنان كالآتي: 20% تدخل خارجي و80%فساد، ولنتذكر نظرية الولادة الطاهرة للثورة (الملونة) التي سرعان ما يركبها الخبثاء والأشرار، ولنتذكر نظرية إمكانية "استعادة الثورة" من الأشرار بعد سرقتهم إياها، ولنتذكر خلية جريدة "الأخبار" وتأثيرها وأداءها (دورها) في ذلك الحين... يا صبر الله، على قولة جبل!
على كل حال، ليست هذه التسريبات إلا غيضاً من فيض ثورة الغرب في لبنان، ولو كُشفت لي كل الوثائق من كل دول الناتو وكل التفريخات الاستعمارية التابعة من "إسرائيل" حتى آخر إمارةٍ من إمارات حثالات العرب، لما ازددت يقينا أن وجع الناس ليس إلا وجع غياب الدولة التي نخرها الغرب ونسفها وخنق بديلها في المهد لتأبيد اليتم والعوز علينا ومَنْعِنا من الصعود بوجهه ومنافسته...
ولا ازددت يقينا أن هذه "الثورة" الملونة ليست إلا استثمارا في وجع هذا الجُرح بعد رش ملح الحصار عليه، وأن كل من يسوِّق لهذه "الثورة" في بيئة المقاومة عبر إيهامها بأن يمكنها التمايز بـ"النظافة" عن باقي "الثورة" ليس إلا أداة حقيرة من أدوات هذا الاستثمار...
ولا ازددت يقينا ألا ثورة في بلادنا المنهوبة المهيمَن عليها إلا ثورة "الموت لقيصر وربيبته"، تلك الثورة التي دحرت المحتلين وجيش عملائهم عن أرض جبل عامل، وأسهمت في دحر المحتلين وعملائهم عن أراضٍ ممتدةٍ مما قبل القصير حتى ما بعد جرف الصخر، تلك الثورة التي آمل أن تكون على قدر المسؤولية الآن أيضا لكسر الحصار وأيدي أصحابه عبر السعي الجدي للتكامل مع الإقليم والتوجه شرقا، متنفسنا الوحيد الباقي.

* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات