أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -
في خطابه أمام العلماء ورجال الدولة حذر قائد الثورة دول العدوان من تفويت فرصة المبادرة التي قدمتها اليمن وأصبحت سارية المفعول من السادسة مساء الأحد الماضي. وإذا كانت المبادرة فرصة نجاة لدول التحالف فما الذي تعنيه المبادرة في الداخل اليمني؟ وكيف يمكن أن ينظر إليها؟
نعم، المبادرة التي أعلنتها الرئاسة اليمنية من جانب واحد، وحددت عمرها بثلاثة أيام، تعد انتصاراً كبيراً في ميزان المعركة السياسية، خصوصاً إذا تعمقنا في دلالة توقيتها وانعكاساتها وفحوى محتواها.
فهي من حيث التوقيت تأتي بعد انتصار يمني نفذ في عمق العدو السعودي، وسمع به كل العالم، فالطائرات اليمنية المسيرة والصواريخ المجنحة استطاعت تجاوز كل الخطوط الدفاعية، سواء الباتريوت أو جهاز الإخماد الآلي للحرائق المتبع في المنشآت المستهدفة، خصوصاً خزانات وصهاريج النفط التي أتلف منها أكثر من خمسة ملايين برميل، حسب ما ذكرته وسائل إعلامية.
هذا يعني أن المبادرة جاءت من موقع القوي، الذي أثبت للعدو وللعالم أن باستطاعته التأثير على قلب العدو وإيقافه عن النبض إذا استمر في طغيانه ولم يذعن لإرادة الشعب اليمني. كما أنها رسالة عن إمكانية استهداف الآبار النفطية، وكذلك محطات التحلية المائية وغيرها من الأهداف الحساسة. هذا هو مفهوم المبادرة من ناحية التوقيت وفقاً لنظرية الميدان.
أما دلالة التوقيت وفقاً للفعل السياسي، فالمبادرة جاءت لتوقف مهزلة الرياض الأخيرة ومحاولة إقامة مؤتمر حل القضية اليمنية في عاصمة العدوان وتصوير سبع سنوات من القتل والتدمير والحصار بأنه أزمة يمنية داخلية. لكن المبادرة وفي إحدى فقراتها نصت على وقف العمليات بما فيها العمليات في عمق دول العدوان، وهو تأكيد على أن العدوان تقوده السعودية وأبوظبي، وتديره أمريكا، ولا مجال لتمرير لعبة يمننة الأزمة اللعبة القديمة التي فشلت في السابق وستفشل الآن.
أما انعكاسات هذه المبادرة فيتحدد بمدى استجابة العدوان لها، والتي تعد فرصة سيندمون إذا فوتوها كما قال السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير.
وعمر المبادرة ثلاثة أيام، مشروط استمرارها بشيء ملموس كوقف العدوان ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وانسحاب الغزاة من اليمن، وهي من ضمن عناصر القوة التي زخرت بها بنود الهدنة.
وفي المحصلة النهائية، جاءت المبادرة كحسن نية. إذا أرادت الرياض وأبوظبي الخروج من الورطة وتصرفت معها بإيجابية فسيعيشون بسلام، وإن تعاملوا معها بعقليتهم القديمة فسيندمون ولا مفر من سقوطهم المدوي، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات