دلالات الصمود
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

في مهرجان يوم الصمود الذي أقيم في العاصمة صنعاء والمحافظات المحررة، لوحظ عدم وجود منصات خاصة بالمسؤولين، فالجميع في مستوى واحد ابتداء من خضوعهم للتفتيش أو وقوفهم تحت حرارة الشمس، يحيون اليوم الوطني للصمود 26 مارس، وليجمعوا بين حرارة الشمس وحرارة الوطنية، فتظهر وجوه الجميع سمراء معجونة بعزة وكرامة اليمني، ويشع منها كبرياء الرجولة ..
نعم.. الجميع متساوون، والكل في ساحة الميدان يستمعون لبرنامج الفعالية ويهتفون بشعارات الوطنية. 
إحياء اليوم الوطني للصمود، بعد مرور 4 سنوات على العدوان، له عدة دلالات منها :
المعنويات العالية التي مازال اليمني مشبعاً بها حد التخمة رغم تراجع مستواه المعيشي وفقدانه راتبه الشهري، في معادلة صمود قيمتها ونتيجتها النهائية تقول باستحالة الانتصار على هذا الشعب الذي ساوم برغيفه مقابل تمسكه بقضيته وكرامته وهويته وحضارته ...
كما أن الاحتفاء هذا العام يتميز عن غيره خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الميداني وتراجع بعض الدول في تعريف العدوان، يضاف إلى ذلك أن مفتتح العام الخامس بدأ بإسقاط طائرة استطلاع حديثة، في إشارة إلى أنه عام سيشهد تحولات نوعية في المجال العسكري والمتعلق بأنظمة الدفاع والقوة الصاروخية على وجه التحديد، وما تصريحات وزير الدفاع في أنه سيكون عام المفاجآت، وتوعد الرئيس المشاط في خطابه بيوم الصمود بأنه سيكون عام الانتصارات، إلا مؤشرات تبرهن نجاح القوى الوطنية في خلق توازن الرعب، وأعتقد أن أولى المفاجآت ستكون مقرونة بإقدام العدوان على فتح معركة الحديدة مجدداً، وحينها سيكون الرد داخل الإمارات باعتبارها مسؤولة عن محور احتلال الحديدة ..
كما تأتي الذكرى الرابعة محملة ببشائر مهمة على لسان القيادات، وهي بشائر ينتظرها المجتمع، وتتمثل في إيجاد الدولة العادلة والخالية من الفساد، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال حديث قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، عشية يوم الصمود الوطني، الذي أكد أنه سيتم تطهير أجهزة الدولة ممن يعملون على نخرها من الداخل لمصلحة العدوان، كما أن إعلان الرئيس المشاط إطلاق الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة يأتي تعزيزاً للإرادة السياسية، والتي لن تقبل إلا بوجود دولة عادلة وديمقراطية وخالية من الفساد..
ختاماً يمكن اختصار دلالة الاحتفاء بيوم الصمود هذا العام في أنه تحول إلى يوم عيد بالنسبة لليمنيين، وجحيم على تحالف العدوان، كما صور ذلك ببلاغته الرائعة الشاعر معاذ الجنيد ...

أترك تعليقاً

التعليقات