رسائل إرهابية
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا-

ما حدث في كشر الأسبوع الماضي من مجزرة مروعة ارتكبها تحالف العدوان، بعد انهزام ودحر المرتزقة في حجور، هي رسائل إرهابية مكتوبة بحقد دفين وهستيريا بلون الدم، فكل غارة تقصف الإنسان والبنيان كانت وراءها رسالة للصهاينة والأمريكان تتضمن الكثير من الدلالات والمعاني.. منها على سبيل التوضيح والتبيان.
الرسالة الأولى: الانتقام من أبناء حجور لموقفهم المساند لجهود الدولة ضد تواجد أية بؤرة للعدوان ومرتزقته في مناطقهم، وهذه الرسالة تقرأ بوضوح من خلال ارتكاب المجزرة بعد القضاء على عناصر الفتنة وانتهاء المعارك هناك.
الرسالة الثانية: تجديد التأكيد بأن الهدف ليس عودة شرعية الفار هادي المزعومة، وإنما قتل وتشريد أكبر قدر من اليمنيين الذين يتكئون على تاريخ مشرِّف ومليء بالانتصارات، وكرامته فوق كل اعتبار. وهذا ما تفتقر إليه دول العدوان وينتابها الغيرة حياله والخوف منه.. 
الرسالة الثالثة التي بعث بها العدوان عبر مجزرة كشر الوحشية موجهة للعالم، وتحديداً المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، وللمواقف الأوروبية التي تعالت أصواتها المطالبة بوقف العدوان ومنع تصدير السلاح للمملكة الإرهابية، ومفادها: أنتم تقولون ما تشاؤون، ونحن بأموالنا وعلاقتنا بأمريكا وإسرائيل نفعل ما نريد.
وهنا علامات استفهام كثيرة أبرزها: هل يقتصر دور الأمم المتحدة على تهدئة القيادة الوطنية في صنعاء، ومنعها من اتخاذ أي إجراء حاسم ورادع يرتقي لمستوى ما يقترفه التحالف، وذلك من خلال إظهار الأسف والمطالبة بضبط النفس؟! أيضاً هناك سؤال يكبر يومياً ولا يلقى إجابة واضحة ومحددة، لماذا تحرص دول العدوان على ارتكاب المجازر المروعة قبيل تقديم المبعوث الأممي لإحاطته لمجلس الأمن؟ وبالتأكيد ليس التفويض الأمريكي وحده من تتكئ عليه السعودية والإمارات، ولكن هناك ابتزازاً أكبر من الذي حدث ويحدث الآن لدول الخليج، وخصوصاً السعودية والإمارات، وهو ما يتطلب إغراقهما في الدم اليمني وتوريطهما بشكل واضح وفجّ. 
الرسالة الرابعة والتي تعد الأبرز والأهم، متعلقة بالرد الشعبي والرسمي، الفردي والجماعي، الغاضب والمتشدد تجاه الصورة التي التقطت لوزير خارجية الخائن هادي مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني، وهي المغزى للتدمير والقصف الهستيري المتواصل، فإذا كانت صورة التقطت لمرتزق لا تعبر عن وجهة نظر الشعب اليمني، قد أقامت الدنيا، فمن المؤكد أن حلم التطبيع مع هذا الشعب مستحيل، وكان لابد من إرسال رسائل وحشية: إما الخضوع والتطبيع، وإما الإمعان في تقطيع الأرض والإنسان. لقد كانت الصورة بعد 4 سنوات من المعاناة والحصار، اختباراً من قبل المخابرات الأمريكية والصهيونية، لمعرفة مدى تأثير المعاناة على القبول بالتطبيع مقابل وقف الحرب، فكانت النتيجة مؤلمة ومدهشة للعدو، وجرت الرياح بما لا تشتهيه سفن المحتلين ودعاة التطبيع، فالوحشية والإمعان في القتل واعتبار الأرض والإنسان والهوية أهدافاً يومية، أسهم في ارتفاع منسوب المسؤولية التاريخية لدى اليمنيين، وأحيى في نفوسهم روح المقاومة وحب التضحية من أجل اليمن والقيم الإسلامية والقومية، فتضاعفت أعداد الملتحقين بالجبهات، واستمر تدفق الكتائب الشعبية يومياً إلى ساحات الشرف، لتلتحم مع أبطال الجيش واللجان، وتسطر بطولات أدهشت العالم، وتخط بعزيمتها تاريخاً مشرقاً لليمن والمنطقة، تاريخاً عناوينه الأنصع: فلسطين عربية حرة، ويمن بلا وصاية، وعروبة بلا خنوع...

أترك تعليقاً

التعليقات