ويهددوننا بكورونا
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

كان ولايزال وباء كورونا أحد الخيارات الأساسية للعدوان، ومع أن الوباء بفضل الله لم يصل اليمن - باستثناء حالة في حضرموت المحتلة اتفق الكثيرون أنها مسرحية لغرض في نفس مرتزقة الاحتلال - إلا أن نوايا تحالف العدوان كانت واضحة من خلال الإنزالات الجوية لبالونات وكمامات مليئة بالفيروس، ومن خلال تصريحات منظمة الصحة العالمية والإعلام الأجنبي الذي يهتم بشكل مكثف بما سيحدث في اليمن من تفشٍّ للمرض أكثر من اهتمام المنظمة بالبلدان التي انتشر فيها وبشكل مخيف، فما هي خفايا وأسرار التصريحات المتكررة والتي تظهر الرعب وتحمل القلق الكبير من احتمالية تفشي الوباء في اليمن، والتي لاتزال خالية منه حتى اللحظة؟ 
الإجابة على السؤال بشكل منطقي تقتضي ربط الوباء بالسياسة والإيمان التام بأن منظمة الصحة العالمية تمارس السياسة وتخدم أجندة مموليها وفي مقدمتها دول العدوان، ومن ثم يمكن معرفة خفايا التصريحات وأسبابها، والسؤال الكبير أيضاً هو: ما الذي ستجنيه دول تحالف العدوان ومن ورائها الأمم المتحدة من انتشار كورونا في اليمن؟ والإجابة لاتحتاح للبحث والجهد فهي بديهية، وهي كالتالي:
أولا: مكاسب الأمم المتحدة من تفشي كورونا في اليمن تتمثل بشيئين، الأول: تحقيق مصداقية مبادرتها التي قدمتها وربطتها بمكافحة كورونا، وسيكون لها صدى أكبر وتجاوب داخلي وخارجي، على عكس بقاء اليمن خالياً من فيروس كورونا. والشيء الثاني: حصول منظماتها على الأموال وسرقتها باسم اليمن ومكافحة الوباء.
ثانيا: المكاسب التي يعتقد العدوان تحقيقها في حال انتشار الفيروس، كثيىرة أهمها: لي ذراع القوى الوطنية وإجبارها على تقديم خيار إيقاف تحرير الأراضي اليمنية المحتلة، لمعرفتها بصعوبة مواجهة اليمن للفيروس بعد أن قامت بتدمير القطاع الصحي، فإذا انتشر الفيروس سيحصد الكثير من الضحايا، وسيتم إجبار القيادة اليمنية والجيش واللجان الشعبية على مجاراة شروط العدوان للتخفيف من المعاناة، ولكن هذه الحسابات ستكون فاشلة بدليل أن ما حدث لليمن بفعل العدوان أكبر بكثير من الوباء، وعزيمة الشعب اليمني تزداد كلما شعر بحقارة العدوان وانقطاع الرواتب، ووباء الكوليرا خير شاهد على عنفوان الشعب اليمني وتصميمه على انتزاع النصر ورفع الوصاية وبناء دولته الواحدة الموحدة دون أي إملاءات من أحد.
ثالثا: مرتزقة العدوان يهدفون لإدخال الوباء إلى اليمن للأسباب السابقة بكونهم أداة لتنفيذ أجندة الخارج، بالإضافة إلى اعتقادهم بأن المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ سينشغلان بمحاربة الوباء بدلا من تحرير المناطق المحتلة ونزعها من أيديهم، وهي حسابات خاطئة أيضاً.
خلاصة القول: الحذر واليقظة حتى من أولئك الذين أعلنوا تقديمهم أجهزة للتخفيف من آثار الوباء في حال انتشاره، لأنه ما كان لهم أن يعلنوا أو أن يدخلوا تلك الأجهزة والمعدات دون رضا من العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات