دوامة «كورونا»
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

ما وراء المحاولات الأمريكية لإلصاق تهمة "كورونا" بالصين؟ 
من سيتحمل تكاليف الأضرار التي خلفها فيروس "كورونا"؟
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) أُجبرت على توقيع اتفاق مهين يقضي بتحملها خسارة الحرب ومنعها من تصنيع الأسلحة، وهو ما كان أحد أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية. فهل سنشهد في قادم الأيام تحميل بلد ما مسؤولية تفشي "كورونا"؟ وما الذي قد يترتب على هذا الإجراء، مع الأخذ بالأسباب التي أفضت إلى نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومعطيات الواقع اليوم؟
من المعروف أن الصين تنتهج لغة الصمت حيال أي مؤامرة ضدها، وتقوم بالرد على أعدائها بطريقتهم نفسها، ولكن بشكل هادىء وبعيد عن العنتريات، كما حدث أثناء معركة القرصنة الأمريكية على المواقع الصينية الحساسة قبل أعوام قليلة، وردت بكين عليها بالمثل إلى أن تم تجريم هذه الحرب بعد اقتناع واشنطن بخطورتها على أمنها الإلكتروني وإمكانية هزيمتها.
اليوم، ومع تفشي "كورونا" الذي بدأ في الصين، لم تصمت الصين ـ كعادتها، وإنما وجهت أصابع الاتهام نحو واشنطن، مع علمها بأنها ملزمة أمام شعبها بالرد على واشنطن بعد هذا الاتهام. فما الذي تغير في سياستها؟ 
ومن وجهة نظري الشخصية فإن مسارعة بكين كان الغرض منها نفي أي تهمة أمريكية قد يترتب عليها تأليب العالم ضدها، لا من أجل الرد على أمريكا. وبالمثل سارعت روسيا وإيران إلى اتهام واشنطن كرسالة بأن هناك اصطفافاً قوياً وموحداً يرفض ويكشف نوايا الإدارة الأمريكية مبكرا، فيما واشنطن تلوك الاتهامات المتزامنة مع فشلها في إدارة الأزمة (مقارنة بالصين التي استطاعت الحد من انتشار الفيروس بشكل كبير) مشغولة بكيفية إظهار ما يخلفه فيروس "كورونا" بالصين. أي أن السؤال الكبير الآن والذي يمكن أن تكون إجابته دليلاً آخر على تورط واشنطن في تفشي جائحة "كورونا" هو عن سبب إصرارها المستمر على أن الصين تخفي العدد الحقيقي لضحاياها، والتشكيك في نجاح بكين بالحد من انتشاره، وكأنها تقول: نحن نعلم حجم الكارثة التي نصنعها!
ثمة حرب كونية سيشهدها العالم بعد القضاء على الفيروس، إما بحجة المتسبب في انتشار الفيروس، وإما من أجل هروب أنظمة الدول الأوروبية والأمريكية من غضب شعوبها ومحاسبتها على فشلها في تأمينهم من هذا الخطر الذي أزهق أرواح الآلاف منهم وقضى على اقتصادهم، وكي لا تتكرر مأساتهم، وبالتالي ستكون حربا مفتوحة وتحالفات معروفة وكل قد علم موقعه وإلى أي حلف ينتمي. وإن غدا لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات