النزول من الشجرة
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لاميديا -

أحسن الأنصار صنعاً وهم يقدمون خارطة هروب لابن سلمان، وذلك بعد أن ضيقوا عليه الأفق وأشعروه بأن لا مفر من السقوط المدوي. 
ضربتان متتاليتان كبيرتان أعادتا ابن سلمان لحجمه الحقيقي والطبيعي أمام اليمن العظيم بعيداً عن ماكياج البترودولار الذي احترق في وجهه فأصبح قبيح الصورة مثلما هو قبيح الأخلاق.
التحركات الأخيرة والفرار إلى باكستان والعراق للتوسط لدى أنصار الله والجيش اليمني بتهدئة اللعب (الرد) ليس باعتقادي كما يقول البعض مناورة سياسية، فالمناورة تأتي وأنت في وضع يتيح لك اللعب وتملك مساحة للمناورة، وكانت قبل قصف منشآت أرامكو في «بقيق وخريص» وعملية «نصر من الله» متاحة لحد ما، أما اليوم فلم تعد ممكنة، فضربة واحدة أفقدته نصف إنتاجه، وإذا لم يتجنب الأخرى فسيعود لبيع السواك والحبة السوداء مع الآنسي واليدومي والزنداني، بدلاً عن النفط، وهذه مؤشرات منطقية إلى أن بني سعود لا خيار لهم سوى الرضوخ للحوار مع المجلس السياسي الأعلى كممثل شرعي لأبناء اليمن.
الأنصار وحكومة الإنقاذ ومن خلفهم الجيش واللجان الشعبية والإرادة اليمنية يعلمون أنهم على وشك الانتصار وصفارة النهاية للحرب ستطلق قريباً، فقاموا بخطوات من شأنها أن تسرع من عملية السلام وتنزل ابن سلمان ومن تحالف معه من الشجرة التي علقوا بها وأصبحوا بين فكي البأس اليماني بعد أن خُيل لهم أن منازلة اليماني نزهة لا تتعدى الأسبوع الواحد.
بعد خمسة أعوام تغيرت المعادلة واختلفت تماماً. ولمن أراد الدليل الملموس والبسيط الذي يمكن أن يدركه الجميع هو الآتي: 
كنا نطالب بوقف العدوان، والآن هم من يطالبون بوقف الحرب ويكثرون من مصطلحات التهدئة التي لم يعيروها خلال أربع سنوات أي مساحة إعلامية ولو من باب الدعاية والحرب النفسية ولم يكونوا يتوقعون أن يطالبوا هم بها.
بعد خمسة أعوام يتعامل معنا العالم كطرف يجب التفاوض معه، بعد ضجيج أربعة أعوام باسم «الشرعية» التي أرادوها شماعة لتمرير أهدافهم في غزو اليمن وتقسيمه ونهب ثرواته، وأصبحت اليوم عبئاً عليهم يلعنونها بالقدر الذي يلعنها الشعب اليمني أو يفوق.
بعد خمسة أعوام أصبحت عمليات الجيش واللجان تلقى صدى إعلامياً في كل الأخبار العالمية، وينظر لها العالم بإعجاب واندهاش بعد أن كانت تحليلات المرتزقة هي التي يُفسح لها المجال لتلوك الزور والبهتان طوال الفترة السابقة من العدوان. أليس ذلك مؤشراً واضحاً على أن الحرب في طريقها إلى التوقف، إلا إذا حدث وأصر عيال سعود على إسقاط عرشهم وهم ينظرون؟!
وإن غدا لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات