مولد عصر جديد
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

إذا كان ميلاد رسول الله صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم قد مثل ميلاد عصر جديد، عصر يستند للقرآن كمنهاج ودستور وقوانين تحث وتنهى أقرها من خلق الإنسان وهو أعلم بما خلق وكيف يمكن أن يسعد في الدنيا والآخرة، هذا الدين استطاع أن يفتح البلدان ويكسب الرهان. ولكنه وبعد وفاة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تم التلاعب بتفسير ما جاء به النبي فتوالت على المسلمين الانكسارات حتى يومنا الراهن.
وفي اليمن تأتي ذكرى الميلاد وأنصار النبي يخوضون أشرس المعارك دفاعا عن نقاء الإسلام وعن أرضهم التي تتعرض لمحاولة طمس هويتها الإيمانية واحتلال الجغرافيا وتمزيقها والتحكم بأهلها وثرواتها. ورغم بشاعة الهجمة إلا أن اليمانيين وباعتمادهم على ربهم وحده ينتصرون في مواقع كثيرة، ليكون عيد المولد أكثر بهاءً وبهجة ومحملا بالفخر. وهذا العام تأتي ذكرى المولد ولها من الدلالات المعاني الكثير، منها حقائق لا يمكن القفز عليها، وهي: 
• أن السير وفق ما أراده الله ورسوله كفيل بجلب النصر ودحر المعتدين. كما أن الفرحة بميلاد الهدى تأتي هذا العام متزامنة بنجاح الجيش واللجان الشعبية في إعادة عدد كبير من الأسرى والاحتفاء بهم، في مشهد يمثل عظمة وقيمة المجاهد اليمني لدى قياداته، وهو اهتمام نابع من أخلاق القرآن.
• كما أن الاحتفاء هذا العام يأتي متزامنا أيضاً مع تطويق مدينة مأرب، أهم قلاع العدوان، واستعادة مدينة الدريهمي بعد رفع الحصار عنها، وكذا تحرير نهم والجوف. وهذه دلالات على أن عصر جديداً قد ولد، وهذا العصر هو امتداد لعصر النبي محمد وما جاء به ومواصلة لمسيرة ما إن تمسكنا بها لن نضل أبدا، ولن نكون مرتهنين لأحد أو عبيداً لغير الله، وبها تفتح لنا البلدان وتخضع لنا الطواغيت.
مسيرة ترضى لنا بالعز والتقدم والبناء بعيدا عن أي حسابات يجب أن تراعى خدمة لمشاريع الاستعمار الإمبريالي الجديد.
نعم، في كل عام نحتفي بميلاد نور الهدى، وكل عام يختلف عن العام الذي سبقه، من حيث الرسوخ والانتصارات على كافة الصعد الاجتماعية والسياسية والعسكرية. والله متم نوره ولو كره الكافرون.

أترك تعليقاً

التعليقات