سياسـة وقحة!
 

راسل القرشي

راسل القرشي

لا أعتقد أن هناك من لم يعد يدرك طبيعة السياسة الأمريكية وخاصة تجاه فلسطين وما تسمى بـ"إسرائيل"، وتجاه ما يحدث في المنطقة العربية والعالم عموماً.
سياسة قذرة ووقحة وتعرف بأنها بلا قيم وبلا أخلاق. ولا يخفاكم ما أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرا حول إسرائيل!
كما لا يخفاكم طبيعة تلك السياسة في مجمل القضايا التي يشهدها العالم، وخاصة في المنطقة العربية.
تدخلات مباشرة في شؤون البلدان، وفرض إرادتها إما بالتهديد والوعيد أو بالقوة. فما الذي ننتظره من دولة عدوانية ترعى الإرهاب وتدعي محاربته ومكافحته؟!
الإدارة الأمريكية دعت مساء الثلاثاء الماضي لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن "بعد إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل"؛ لكن أن تقتل إسرائيل الشعب الفلسطيني فلا يعني ذلك شيئاً للإدارة الأمريكية!
الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين متواصلة منذ أكثر من سبعين عاماً، ولم نسمع الإدارات الأمريكية المتعاقبة تدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة تلك الاعتداءات والجرائم أو حتى مناقشتها!
إسرائيل دولة محتلة للأراضي الفلسطينية بدعم أمريكي بريطاني غربي، والعالم كله يعي ويدرك ذلك، إلا أن واشنطن وحلفاءها يقولون إن المحتلين هم الفلسطينيون وهم المعتدون وهم من يرتكبون جرائم بحق الشعب الإسرائيلي!!
نعم، لم يعد للفلسطينيين حق ولا أرض ولا دولة، ولا ينبغي لهم المطالبة بأي حق، كونهم دخلاء ويقطنون في أرض ليست لهم ولا تربطهم بها أية علاقة! 
هذا منطق الإدارة الأمريكية وسياستها المعلنة؛ فالفلسطينيون لا يحق لهم المطالبة بدولة ولا بالقدس ولا المطالبة بالعودة ولا يحق لهم الدفاع عن أراضيهم وعن أنفسهم، وينبغي عليهم تلقي الاعتداءات الإسرائيلية بصمت وبصدور عارية!
هذا منطق الإدارة الأمريكية. ولا غرابة في ذلك؛ فأمريكا هي في الأساس إسرائيل والعكس صحيح. وإن كان محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد أقر بحق إسرائيل في الأراضي المحتلة فلا غرابة أيضاً في ذلك، فمحمد بن سلمان هو الولد المدلل للإدارة الأمريكية، ومصالحه مرتبطة بها، وهما في الأساس وجهان لعملة واحدة.
 السياسة الأمريكية سياسة عدوانية. وما يحدث في فلسطين وفي سوريا واليمن والعراق وليبيا وفي كافة أنحاء العالم واضح ولا يحتاج إلى شرح.
إسرائيل ومنذ "كامب ديفيد" كانت هي الأساس، وهي الموجه لكل ما تم إقراره في المنطقة العربية، وهي وراء تمزيق الصف العربي وتقوية قبضتها في المنطقة العربية.
كما أن اللوبي الصهيوني الإسرائيلي هو من يسير الإدارات الأمريكية المتلاحقة. ولهذا التزمت الولايات المتحدة أخلاقيا وأيديولوجيا بحماية إسرئيل، واستمرت -في الوقت نفسه- في الحصول علي نفط عربي رخيص من منطقة الخليج، وخاصة من السعودية، دون أي اعتراض من قبل الأخيرة، التي تزايد بحماية الإسلام ومقدساته وحماية المسلمين، حتى أصبح المال الخليجي تحت سيطرة الإدارة الأمريكية كلياً.
لم تعد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة الخارجية غير معروفة أو غير مفهومة، وبالذات فيما يتعلق بالمنطقة العربية، وعلى وجه الخصوص فلسطين، فهي واضحة وجلية وأوضحها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بشكل أكثر!
لقد فرضت الولايات المتحدة هيمنتها على قيادة النظام العالمي، وتعتبر نفسها حالياً "القطب الأوحد والأهم في هذا النظام، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي ومن ثم ثقل دورها كقوة خارجية مهيمنة على مجريات الأحداث في المنطقة العربية منذ انتصارها على العراق في حرب الخليج الثانية عام 1991 بصفة خاصة".

أترك تعليقاً

التعليقات