مات الحلم وتمزقت العروبة!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / #لا_ميديا -

لو كان الصحفي والشاعر العربي السوري محمد فخري البارودي، كاتب أبيات "بلاد العُرْب أوطاني"، التي تتغنى بالوحدة والوطنية القومية العربية، يعيش ويحيا بيننا في هذا الزمن الذي انعدمت فيه الأخلاق وساد فيه الفساد، ورأى حال وطنه الكبير اليوم، وشاهد هذه الأحداث المأساوية التي يعيشها العرب المقيمون في بلدان عربية غير أوطانهم، لبكى وندم كثيرا على كتابته هذه الأبيات: 
 بلادُ العُربِ أوطاني... منَ الشّـامِ لبغدان
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ...إلى مِصـرَ فتطوانِ
فلا حدٌّ يباعدُنا.... ولا دينٌ يفرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا... بغسَّانٍ وعدنانِ
... الخ تلك الأبيات التي لم ولن ننساها ما حيينا.
أصبح المواطن العربي غير مرغوب به، ومطروداً من بلاد غير بلاده، لاسيما إن كان لهذه البلاد حدود مع بلاده على وجه التحديد! وكل ذلك نتيجة السياسات التعسفية التي تنتهجها بعض الأنظمة العربية للأسف الشديد!
أصبح المواطن العربي ضحية سياسات العداء العربي - العربي، وهو من يدفع الثمن باهظاً، كون "قوادي" الأنظمة العربية لا يفرقون بين مواطن عربي مقيم وبين نظام سياسي يختلفون معه ويبادلونه العداء والكراهية!
إنها السياسة التي لا قيم لها ولا مبادئ ولا أخلاق. سياسة قادة وأمراء بعض الأنظمة العربية الذين حولوا العروبة والعلاقات الإنسانية إلى سلعة تخضع للبيع والشراء وتحت مسميات سياسية ومذهبية وطائفية قذرة! 
إنها السياسة التي لا تؤمن بأخوة ولا دين واحد يجمعنا ولا باختلاف، ولا تؤمن بإرادة شعوبها، كما تتجه لدعم العصابات والجماعات الإرهابية بهدف زعزعة أمن واستقرار هذا البلد العربي أو ذاك المختلف مع قادة أنظمتها سياسياً. 
ماذا كان سيقول البارودي عندما يرى بعض قادة العهر العربي وأعداء الدين والعقيدة يدمرون وطنه الأم ويقتلون أبناء شعبه منذ قرابة 9 سنوات؟!
ماذا كان سيقول وهو يرى وطنه الكبير يتمزق تحت مسميات طائفية ومذهبية دخيلة وبأيادٍ تدعي إيمانها بالأخوة والعروبة والإسلام؟! 
رحمة الله عليك يا بارودي.
لم يعد هناك وطنية قومية عربية ولا حلم عربي يسكن قلوب وعقول الشعوب العربية كما كان بالأمس، وإنما أصبح هناك دمار عربي واسع يجتاح البلدان العربية، وأحقاد وكراهية بلا حدود تغذيها وترسخها قيادات أنظمة الخزي العربي بسياساتها القبيحة النتنة. كما لم تعد بلاد العرب أوطاني كما كنت تعتقد في زمانك أيها البارودي!
ماااات الحلم يا بارودي، وتمزقت العروبة شر ممزق، وأصبح المواطن العربي مطروداً وغير مرغوب فيه حتى في وطنه، نتيجة المذهبية والطائفية المقيتة الثي غذتها أنظمة القتل والدمار في أكثر من بلد عربي وفي أكثر من منطقة ومكان، ودفعت تجار حروبها ومرتزقتها إلى استهداف الآخر المختلف وتكفيره وقتله والتنكيل به بدم بارد!

أترك تعليقاً

التعليقات