الرئيس (الشر) لليمن
 

محمد عبده سفيان

صادف يوم الاثنين الماضي 27 فبراير، حلول الذكرى الـ5 لتنصيب الفار عبدربه منصور هادي رئيساً مؤقتاً للجمهورية لفترة انتقالية مدتها عامان بموجب المبادرة التي تبنتها دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر، والمزمنة بفترات محددة لإنجاز مهام الانتقال السلمي للسلطة، وتم بموجبها إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير 2012م، للمرشح التوافقي الوحيد عبدربه منصور هادي الذي تم التوافق عليه من قبل المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائهم، بحكم منصبه (نائباً لرئيس الجمهورية).
في 27 فبراير 2012، شهد العالم أجمع أول عملية انتقال سلمي للسلطة بطريقة سلسة وديمقراطية في اليمن والمنطقة العربية، وشاهد العالم أجمع الرئيس السلف الزعيم علي عبدالله صالح الذي تنازل عن بقية فترة رئاسته الشرعية والدستورية المحددة بـ7 سنوات من سبتمبر 2006 وحتى 2013م، وهو يستقبل الرئيس الخلف هادي في دار الرئاسة، وكيف سلمه العلم الجمهوري، وشاهدنا جميعاً كيف تناوله هادي بطريقة غير لائقة، وسلمه لمرافقه خلفه وكأنه مجرد قطعة قماش عادية، والجميع شاهد وسمع هادي وهو يقول: (بعد عامين سأقف أنا في المكان الذي يقف فيه الأخ علي عبدالله صالح، وسيقف الرئيس المنتخب في مكاني، ونودع بعضنا البعض)، ولكنه لم يفِ بوعده، بل عمل على عدم تنفيذ مضامين المبادرة الخليجية بحسب المواعيد المزمنة، فمدد مؤتمر الحوار الوطني من 3 أشهر إلى 10، وهو (أي مؤتمر الحوار) مدد لهادي سنة إضافية في فترته الرئاسية، وهو ما يعد مخالفة دستورية وقانونية، حيث إن السلطة المخولة لمنحه فترة إضافية هي السلطة التشريعية (مجلس النواب) باعتباره ممثلاً للشعب، وليس مؤتمر الحوار الذي ليس له أية صفة شرعية ودستورية وقانونية تجيز له التمديد للرئيس.
كان الشعب اليمني يؤمل على هادي كثيراً في إخراج الوطن من دوامة العاصفة التي اندلعت مطلع العام 2011م، والانتقال بالشعب إلى مرحلة جديدة ويمن جديد، ولكنه تعمد تغذية الخلافات والصراعات وإذكاء نار الفتنة التي عمل سلفه الرئيس علي عبدالله صالح على إخمادها عام 2011م بتنازله عن فترة رئاسته الشرعية والدستورية، وسلم السلطة سلمياً، وعمد إلى خلط الأوراق وافتعال الأزمات بصورة ممنهجة، كما حدد له من قبل سفارات أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات وقطر.. فبدلاً من إخراج الوطن إلى بر الأمان، وتجنيب الشعب كارثة الحرب والدمار، أدخل الوطن والشعب في نفق مظلم، فأشعل فتيل الحرب بين أبناء اليمن، وجلب العدوان البربري الهمجي الغاشم لتدمير مقدرات الوطن، وقتل الشعب من قبل تحالف أنظمة الشر العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومعهم مملكة بني سعود وإمارات الخليج.
كان هادي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه لو أنه عمل على إخراج الوطن والشعب إلى بر الأمان، أو حتى قدم استقالته بعد انتهاء فترة رئاسته المحددة بعامين، ولكنه أبى إلا أن يدخل التاريخ من أوسخ أبوابه.. كان سيخلده التاريخ والأجيال القادمة كمنقذ لليمن، ولكنه سيخلد كمجرم حرب وخائن وعميل ومرتزق، فرط بسيادة وطنه واستقلاله وسلامة أراضيه وبدماء شعبه، وخان أمانة المسؤولية، ونكث بالقسم الدستوري الذي أقسمه تحت قبة البرلمان.

أترك تعليقاً

التعليقات