مفاوضـــات تحــــت النــــار
 

محمد عبده سفيان

كان مقرراً أن تبدأ الاثنين من الأسبوع الماضي، في الكويت، المباحثات الخاصة حول العدوان والحرب الداخلية الدائرة في بعض محافظات وطننا اليمني، ولكنها تأجلت بسبب الخروقات لوقف إطلاق النار الذي حدد موعد تنفيذه منتصف ليلة الأحد الـ10 من أبريل الجاري، حيث استمر طيران العدوان السعودي في التحليق فوق سماء بلادنا، وشن الغارات الجوية في مناطق عدة في العاصمة ومحافظات صنعاء وتعز ولحج ومأرب والجوف وحجة، واستمر إرسال العتاد العسكري والأسلحة للمليشيات التابعة لمرتزقة العدوان براً وجواً، واستمرت محاولات القوات البحرية التابعة لتحالف العدوان لاحتلال الشريط الساحلي لمحافظة تعز (المخا ـ ذوباب).. 
كما أن المليشيات التابعة لمرتزقة السعودية وإمارات الخليج استمرت في خرق الهدنة ووقف إطلاق النار، وحاولت استغلال ذلك لتحقيق بعض المكاسب على الأرض، حيث واصلت تلك المليشيات المعززة بأحدث الأسلحة والعتاد العسكري المتطور المقدم إليها من السعودية وإمارات الخليج، والمسنودة بغطاء جوي من الطيران الحربي والأباتشي، وغطاء بحري من البوارج والسفن والزوارق البحرية التابعة للسعودية وحلفائها في العدوان، قصف مواقع تواجد الجيش واللجان الشعبية، وتنفيذ محاولات زحف جديدة في مناطق عدة، والتي تصدى لها بقوة أبطال الجيش واللجان وأفشلوها كسابقاتها، مكبدين مليشيات المرتزقة المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.
الخروقات التي استمرت من قبل المليشيات التابعة لمرتزقة السعودية وإمارات الخليج، ومن قبل طيران وبوارج وسفن العدوان، أدت إلى عدم عقد مباحثات الكويت في موعدها المحدد، حيث رفض الوفد الوطني مغادرة مطار صنعاء الدولي، الأحد الماضي، طالما والعدوان مستمر، وخرق وقف إطلاق النار متواصل من قبل مليشيات مرتزقة السعودية وإمارات الخليج، وبعد الجهود والمساعي الحثيثة التي بذلت من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ ودولة الكويت وسلطنة عمان، لتهيئة الأجواء أمام الوفد الوطني، والتي أثمرت عن تفاهمات وإيضاحات وتعهدات وضمانات من قبل ممثل الأمم المتحدة حول القضايا الشائكة، وعلى رأسها أجندة المفاوضات ووقف الضربات الجوية والأعمال القتالية، غادر الوفد الوطني مطار صنعاء الدولي، بعد ظهر الأربعاء الماضي، إلى العاصمة العمانية مسقط، ومنها توجه صباح الخميس الماضي، إلى الكويت. ورغم الضمانات والتعهدات بوقف الضربات الجوية وتحليق طيران العدوان فوق سماء بلادنا ووقف الأعمال القتالية والالتزام بتنفيذ وقف إطلاق النار، فقد استمرت الخروقات من قبل الطيران الحربي للعدوان والمليشيات التابعة لمرتزقة السعودية وإمارات الخليج، حيث استمر طيران العدوان بعد تلك التعهدات والضمانات بالتحليق في سماء العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وشن غارتين على منطقتي (المجاوحة وعبيدة) وغارتين على مدرسة (الحرشفة) بمنطقة بني بجاش في نهم بمحافظة صنعاء وغارة على منطقة الضباب بمحافظة تعز وغارة على منطقة صرواح بمحافظة مأرب، فيما استمرت المليشيات المسلحة التابعة لمرتزقة العدوان بقصف مواقع الجيش واللجان الشعبية، وتكرار محاولات الزحوفات في محافظات تعز ولحج والجوف ومأرب والبيضاء، والتي تصدى لها أبطال الجيش واللجان وأفشلوها كسابقاتها، مكبدين تلك المليشيات المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.

أترك تعليقاً

التعليقات