عدن.. أنموذج لما يريده الاحتلال
 

محمد عبده سفيان

قالوا بأن عدن والمحافظات الجنوبية أصبحت تنعم بالأمن والأمان والاستقرار في ظل وجود قوات الاحتلال السعودية والإماراتية والسودانية التي ساهمت في (تحرير) عدن من الجيش واللجان الشعبية، وزيادة على ذلك قامت السلطة المحلية والأمنية بطرد كل أبناء المحافظات الشمالية من عدن، سواء الموظفين في مختلف مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية أو القطاع الخاص، أو عمال الأجر اليومي، وحتى الباعة المتجولين، بحجة أنهم خلايا سرية تابعة لعفاش والحوثة، كما صرح بذلك المعتوه شلال شائع، مدير أمن عدن، ولكن ما تشهده عدن من فوضى وجرائم قتل ونهب وعمليات إرهابية منذ احتلالها من قبل القوات الغازية والمليشيات المسلحة التابعة للفار هادي وما يسمى (المقاومة الجنوبية) والجماعات المتطرفة والتكفيرية، يؤكد أن عدن أصبحت تعيش في فوضى عارمة وبؤرة للعصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية الممولة بالمال والسلاح من السعودية والإمارات وقطر.
لقد شهدت عدن منذ سقطت بيد قوات الاحتلال والجماعات المتطرفة والتنظيميات الإرهابية، جرائم اغتيالات وعمليات إرهابية استهدفت بشكل خاص منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية، وكان آخرها العملية الإرهابية التي استهدفت تجمع المجندين من الشباب أمام معسكر الصولبان بعدن، صباح الأحد 18 ديسمبر الجاري، أثناء تواجدهم لاستلام مرتباتهم، وأودت بحياة 52 مجنداً وإصابة 30 آخرين، وأتت هذه العملية الإرهابية بعد أقل من أسبوع على تنفيذ العملية الإرهابية في نفس المكان، والتي استهدفت تجمعاً للمجندين كانوا ينتظرون صرف مرتباتهم، وأودت هذه العملية بحياة 35 وإصابة 50 من المجندين الشباب، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك استهدافاً ممنهجاً لمنتسبي الجيش والأمن بشكل خاص من قبل الدول الراعية والممولة للجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها مملكة بني سعود والدويلات الخليجية.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: لماذا أصرت قيادة قوات الاحتلال السعودية والإماراتية والمرتزقة الموالين لتحالف العدوان، أن يتم صرف مرتبات المجندين في نفس الموقع الذي لا يزال مضرجاً بدماء المجندين جراء عملية إرهابية حدثت قبل أسبوع؟ ولماذا تم نقل موقع صرف المرتبات إلى مكان آخر..؟ ولماذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة من قبل قوات الحزام الأمني التابعة للاحتلال وقوات الأمن التابعة للمعتوه شلال علي شائع الذي كان يفترض به تقديم استقالته من منصبه كمدير أمن لمحافظة عدن، لو كان لديه ذرة من القيم والأخلاق، على خلفية هاتين العمليتين الإرهابيتين والعمليات السابقة، والمضحك أنه يخرج ليصرح لوسائل الإعلام بعد كل عملية إرهابية، أن وراء هذه العمليات الخلايا الإرهابية التابعة لعفاش والحوثي؟!
عدن المحتلة من قبل القوات الغازية تعد أنموذجاً للسيناريو الذي يريده حكام السعودية وإمارات الخليج وحلفاؤهم في تحالف العدوان، وفي مقدمتهم تركيا وأمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني، في أنحاء اليمن، كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا.

أترك تعليقاً

التعليقات