بداية النهاية لحكم بني سعود
 

محمد عبده سفيان

كل الوقائع والأحداث والمؤشرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تؤكد أن نجم حكم بني سعود بدأ بالأفول منذ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 22 يناير 2015م، ومبايعة أخيه سلمان ملكاً خلفاً له، حيث طفت إلى السطح وبشكل علني الخلافات المحتدمة بين الأسرة الحاكمة، لتتجلى أكثر وضوحاً بإقالة الأمير مقرن بن عبدالعزيز من ولاية العهد وتعيين بدلاً عنه الأمير محمد بن نائف وتعيين الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي ولي العهد في 29 أبريل 2015م، ثم إقالة الأمير محمد بن نائف من ولاية العهد واعتقاله وتعيين بدلاً عنه الأمير محمد بن سلمان في 21 يونيو 2017م، كما تمت إقالة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز من رئاسة الحرس الوطني، واعتقاله في 4 نوفمبر الجاري، ومعه عدد كبير من الأمراء أبرزهم الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز، ومصادرة أموالهم بتهمة الفساد، وكان ذلك بمثابة انقلاب مكتمل الأركان ـ غير معلن ـ قاده ولي العهد محمد بن سلمان الذي يستعد لتنفيذ خطوته التالية بأن يتسلم السلطة من والده الملك سلمان المصاب بمرض الزهايمر، والذي بلغ من العمر عتياً.
كما أن قرار شن العدوان على وطننا وشعبنا اليمني وتجميع تحالف من عدة دول عربية للمشاركة في ما يسمونها (عاصفة الحزم) التي بدأت في 26 مارس 2015م، بدعم غير محدود من قبل أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، أوقع النظام السعودي في فخ كبير، فقد اعتقد المراهق محمد بن سلمان والمراهق محمد بن زايد أن عاصفة (الجرم) التي حشدوا لها أكبر عدد من القوات البشرية والعتاد العسكري الحديث والمتطور والبوارج والسفن والزوارق والطائرات الحربية، وأنفقوا المليارات عليها، لن تستمر أكثر من شهر على أقل تقدير، إلا أنهم وجدوا أنفسهم يغرقون في مستنقع كبير وغير قادرين على الخروج منه بعد عامين و8 أشهر، وبعد أن كانوا يقولون إن الحسم العسكري هو الحل في الشهور الأولى من عاصفة جرمهم، ها هم اليوم ومنذ عام مضى أصبحوا يقرون بأن الحسم العسكري غير ممكن، وأن الحل لن يكون إلا سياسياً، حيث فشلت خططهم وخسروا رهاناتهم، وتورطوا بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المدنيين الأبرياء، وخصوصاً الأطفال والنساء، ومع كل يوم يمر منذ بدء عدوانهم البربري الغاشم، ترتفع فاتورة تكلفة الحرب جراء صفقات الأسلحة والعتاد العسكري والطائرات، وثمن شراء الذمم ومواقف الدول والمنظمات الدولية والوسائل الإعلامية، وثمن المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب قواتهم، ليس على الأراضي اليمنية التي تمكنوا من احتلالها وحسب، بل وفي جيزان ونجران وعسير التي يتكبدون فيها الهزائم القاسية والخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد العسكري على يد رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم وتوجهوا إلى جبهات البطولة والعزة والشرف والكرامة دفاعاً عن الأرض والعرض، وتمكنوا بفضل الله من تمريغ أنوف بني سعود وبني زايد وحلفائهم في العدوان ومرتزقتهم، رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد العسكري والغطاء الجوي المكثف من قبل طائراتهم الحربية الحديثة التي عجزت عن منع أبطال الجيش واللجان من الدخول إلى العمق السعودي في جيزان ونجران وعسير، وخوض معارك داخل المعسكرات والمواقع التابعة للجيش السعودي الذي يفر ضباطه وجنوده كالجرذان من أمام المقاتل اليمني.
الخلافات العاصفة داخل الأسرة الحاكمة السعودية، والوضع الاقتصادي الذي يزداد تدهوراً جراء النفقات المالية الباهظة التي ينفقها محمد بن سلمان لشراء صفقات السلاح، وإحداها الصفقة التي تم التوقيع عليها مع الرئيس الأمريكي (ترامب) في 20 مايو من العام الجاري، والبالغة قيمتها 350 مليار دولار، إضافة إلى المبالغ الكبيرة التي ينفقها على حربه في اليمن وفي شراء الذمم، جميعها ستعجل بنهاية حكم بني سعود لشعب نجد والحجاز وعسير ونجران وجيزان، لا محالة.

أترك تعليقاً

التعليقات