محمد عبده سفيان

عامان و34 يوماً مضت ومازال حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج وأنظمة الشر العربي والعالمي المتحالفة معهم في عاصفة الجرم، يواصلون عدوانهم البربري الهمجي الغاشم وحصارهم الجوي والبري والبحري الجائر على اليمن أرضاً وإنساناً، مرتكبين أبشع الجرائم المروعة في حق المدنيين الأبرياء، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، من خلال استهداف طائراتهم وبوارجهم الحربية بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، وبصورة ممنهجة، للمساكن والتجمعات السكانية في المدن والقرى والأسواق العامة والطرقات والجسور والمؤسسات العامة الخدمية والمنشآت والاقتصادية والأمنية والمطارات والموانئ المدنية، بمبررات واهية وادعاءات زائفة.
أنفق حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج مليارات الدولارات لحشد أكبر تحالف عسكري في المنطقة وأكبر ترسانة من الأسلحة الحديثة المتطورة وأكبر هالة إعلامية للتغطية على جرائمهم الوحشية في حق الشعب اليمني وتزييف الوقائع وقلب الحقائق وشراء الولاءات وجلب المرتزقة الأجانب والإرهابيين من كافة أنحاء العالم وتجنيد عشرات الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل وتسليحهم وتعزيزهم بمختلف أنواع الأسلحة للقتال بجانب قواتهم الغازية والمرتزقة الأجانب والجماعات الإرهابية ضد إخوانهم من أبناء وطنهم من منتسبي الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل الذين يدافعون عن الأرض والعرض.. والنتيجة الأرواح التي تزهق والدماء التي تسفك يمنية سواء من المدنيين أو المتحاربين، والبنى التحتية التي تدمر هي ملك الشعب اليمني كله من صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً، ومن المهرة شرقاً حتى الحديدة غرباً.
عامان و34 يوماً حتى اليوم مضت وأرواح اليمنيين تزهق، ودماؤهم الزكية تسفك من قبل طائرات وبوارج العدوان والمقاتلين المرتزقة والعناصر الإرهابية التي جلبوها من سوريا وتركيا ومختلف دول العالم، ومن قبل اليمنيين - للأسف - الذين حكموا لغة السلاح بدلاً عن لغة الحوار.. ألا تكفي هذه الفترة لأن يراجع حكام دول تحالف العدوان، وعلى رأسهم حكام مملكة بني سعود، وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية والقيادات العسكرية والاجتماعية من أبناء الشعب اليمني الموالين لتحالف العدوان، حساباتهم، ويستجيبوا لدعوات الحوار وتحيق السلام؟!
كل الوقائع الميدانية والدلائل والشواهد والأحداث التاريخية تؤكد أن الحل في اليمن سياسي، وليس عسكرياً، فهل آن الأوان للجنوح لدعوات السلام والحوار المتكررة، والتي كان آخرها الدعوة التي وجهها، الأربعاء الماضي، رئيس الجمهورية السابق - رئيس المؤتمر الشعبي العام - الزعيم علي عبد الله صالح، وجاء في مضمونها: (إننا في الجمهورية اليمنية شعباً وحكومة وقيادة، مع السلام الكامل والشامل وغير المنقوص.. ونمد أيدينا للسلام مع الآخرين، عبر حوار جاد ومسؤول، وبما يحقق المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحداً، وبما يضمن مشاركة الجميع في تحمّل مسؤولية قيادة وبناء الوطن والنهوض به من براثن التخلُّف والفقر، وإعادة إعمار ما دمّره العدوان والصراعات الداخلية، وتجاوز حالات التمزّق والفرقة، مهما كانت أسبابها.. فبالحوار سنعيد بناء الوطن اليمني الواحد الموحد، وبالحوار سنحافظ على مكاسب الثورة والجمهورية والوحدة، وبالحوار سيعم الأمن والأمان والسلام والاستقرار في كل ربوع الوطن، وبالحوار سنقضي على رواسب الحقد والبغضاء والكراهية التي رسّخها العدوان وأدواته من القوى التي باعت نفسها للشيطان، واختارت طريق العمالة والارتزاق للإضرار بالوطن والشعب)؟
هل سيمتثلون لأمر الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا في كتابه الكريم بقوله: (يا أيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌّ مبين).. أم أنهم سيتبعون خطوات الشيطان، وسيستمرون في غيهم سادرين؟

أترك تعليقاً

التعليقات