محمد عبده سفيان

الباطل هو نقيض الحق، ولذلك فمصيره الزوال مهما طال الزمن، والقاعدة الشرعية والقانونية تؤكد أن (ما بني على باطل فهو باطل)، والان تحالف العدوان البربري الغاشم على وطننا وشعبنا اليمني المستمر والمتواصل منذ مارس 2015م، والذي تقوده وتموله مملكة بني سعود وإمارات الخليج العربي، بني على باطل، فمصيره الفشل والزوال لا محالة.. كل الشواهد والوقائع والاحداث تؤكد ذلك.
خلافات بين حكام المملكة السعودية وحكام الامارات العربية.. خلافات بين السعودية ومصر.. خلافات بين مصر والسودان.. خلافات بين قطر والسعودية والامارات والبحرين ومصر.. خلافات بين الموالين لتحالف العدوان من يسمون أنفسهم (السلطة الشرعية) في فنادق الرياض.. خلافات بين قيادات ما يسمى (الحراك الجنوبي).. خلافات بين قيادات ما تسمى (المقاومة الشعبية).. خلافات بين حزب الاصلاح والحراكيين والجماعات السلفية في المناطق الجنوبية والشرقية.. خلافات بين الاصلاحيين والجماعات السلفية وبين الاصلاحيين والناصريين وبين الاصلاحيين والاشتراكيين وبين الناصريين والاشتراكيين في محافظة تعز.. وهذا يؤكد أن تحالفهم بني على باطل، والباطل هو نقيض الحق وإن علا.. والمثل العربي يقول: (للباطل صولة وجولة وللحق صولات وجولات)، ومهما طالت ظلمة الليل فلابد أن ينبلج ضوء النهار ليبدد عتمة الليل.
الذين تحالفوا لشن العدوان الغاشم وفرض الحصار الجائر على وطننا وشعبنا اليمني بذرائع كاذبة وواهية تحت مسمى (إعادة الشرعية) لمن لاشرعية لهم، فالشعب اليمني هو صاحب الشرعية وهو مالك السلطة ومصدرها، وحكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج وحكام الدول المشاركة في تحالف العدوان ليسوا أوصياء على الشعب اليمني العظيم، ولذلك ليس من حقهم ولا من حق الامم المتحدة والعالم أجمع أن تفرض عليه سلطة بالقوة.. فأبناء الشعب اليمني هم وحدهم من يمتلكون الحق في اختيار من يحكمهم بكل حرية عبر الانتخابات الديمقراطية الحرة والمباشرة، وليس (البيعة) كما هو الحال في السعودية وإمارات الخليج والاردن والمغرب.. ولا يمكن بأية حال من الاحوال أن يقبل أبناء الشعب اليمني أن تفرض عليهم سلطة خانعة تابعة طائعة لبني سعود أو بني زايد، أو أن يفرض عليهم حكام من القصر الملكي في الرياض أو القصر الاميري في أبوظبي، أو من تلطخت أيديهم بدماء الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في كل قرى ومدن اليمن، وتسببوا في تدمير كل مقدرات الوطن، وقبضوا ثمن ذلك عداً ونقداً أموالاً مدنسة من حكام السعودية وإمارات الخليج.
سينفرط عقد تحالف العدوان السعودي الصهيوأمريكي على وطننا وشعبنا اليمني، فكل الحقائق تؤكد ذلك، وليس هناك من خيار أمام الموالين للعدوان سوى العودة الى جادة الصواب، وإعلان التوبة عما اقترفوه من جرم في حق وطنهم وأبناء شعبهم.. وليس من خيار أمام كل اليمنيين سوى العمل على إنهاء الحرب المجنونة المستعرة، وإطفاء نار الفتنة الملعونة- الطائفية والمذهبية والمناطقية والعصبية المقيتة -التي تمت إثارتها وتغذيتها وإشعال فتيلها من قبل أعداء وطننا وشعبنا، والعمل على وقف نزيف الدم والخراب والدمار الشامل الذي عم أرجاء اليمن.. يجب على كل اليمنيين، وفي مقدمتهم القوى المتصارعة وقادة القوات المسلحة والاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية، إعمال العقل والحكمة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما دونها من المصالح الذاتية والحزبية، وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، امتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)، وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) صدق الله العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات