محمد عبده سفيان

منذ أن وصل الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى البيت الابيض، وقادة أنظمة الانبطاح العربي والاسلامي، وفي مقدمتهم حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج، يتسابقون لكسب وده واسترضائه بعد تصريحاته النارية التي أطلقها في خطاباته التي ألقاها أثناء حملته الانتخابية، وخصوصاً ضد حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج التي دعمت منافسته في الانتخابات (هيلاري كلينتون).. ففي أحد خطاباته أثناء حملته الانتخابية، قال وبالحرف الواحد: (المملكة السعودية.. إنني مغرم بها.. لن تصدقوا ماذا يفعلون لي.. إنهم لا يملكون شيئاً البتة إلا المال فقط، ولا شيء آخر.. إنهم يملكون مليارات الدولارات يكسبونها يومياً.. يكسبون نصف بليار دولار يومياً، ولكن نحن نحميهم.. نحن من يحافظ على عروشهم ونحفظ أمنهم مقابل لاشيء).. وفي خطاب آخر قال: (دول الخليج لا تملك شيئاً، لكنها تملك الاموال.. سأجعلها تدفع.. لدينا دين عام عليها يقدر بـ19 تريليون دولار مقابل حمايتنا لها على مدى الـ50 عاماً الماضية، ولم تدفع هذه الأموال.. ولا تنسوا أن دول الخليج لا تساوي شيئاً بدوننا).
أصبح قادة أنظمة الانبطاح العربي والاسلامي يولون وجوههم بصورة سمجة شطر البيت الابيض في واشنطن، بدلاً عن بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وكان أول المولين وجوههم شطر البيت الابيض ليقدموا فروض الولاء والطاعة لترامب، هو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي استقبله ترامب بطريقة مهينة، حيث جلس على الكرسي والطاولة وتركه يقف خلفه مستقيماً، وكأنه أحد أفراد حراسته، تلاه ولي ولي عهد مملكة بني سعود الامير محمد بن سلمان الذي ذهب شخصياً لاسترضاء ترامب والموافقة على تلبية كل طلباته، ودعوته لزيارة المملكة والمشاركة في المؤتمر الاسلامي الذي من المقرر بدء أعماله اليوم الاحد 21 مايو 2017م، بالعاصمة الرياض.. وكان ثالث المولين وجوههم إلى البيت الابيض ولي عهد أبوظبي الامير محمد بن زايد آل نهيان، ورابعهم (خليفة الاخوان المسلمين) الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 
وما من شك أن ولي ولي عهد المملكة السعودية محمد بن سلمان قد أكد خلال زيارته للبيت الابيض موافقة السعودية على تلبية جميع طلبات الرئيس الأمريكي ترامب، ومنها استكمال سلسلة من صفقات الاسلحة للسعودية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، والتي على إثرها خرج مصرحاً أن السعودية ستكون أولى المحطات في أول زيارة له خارج أمريكا منذ فوزه بالرئاسة الأمريكية، وستكون إسرائيل محطته الثانية، ثم الفاتيكان للقاء البابا فرانسيس، ثم جزيرة صقلية الايطالية للمشاركة في مؤتمر الدول الـ7 الكبرى، وكذا العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في اجتماعات حلف شمال الاطلسي.. ومن المتوقع أنه سيتم خلال زيارة ترامب للرياض التوقيع على 10 اتفاقات في مجال النفط.. وكان مسؤول كبير بالبيت الأبيض كشف يوم الجمعة 12 مايو الجاري، أن أمريكا على وشك استكمال سلسلة من صفقات الأسلحة للسعودية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، وذلك قبل أسبوع من زيارة يعتزم الرئيس دونالد ترامب القيام بها للرياض.. وقال المسؤول الذي تحدث لـ(رويترز) شريطة عدم نشر اسمه، إن هذه الصفقة قد تزيد في نهاية الأمر عن 300 مليار دولار خلال 10 سنوات، لمساعدة السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية، في الوقت الذي مازالت تلتزم فيه لحليفتها إسرائيل بالتفوق العسكري النوعي على جيرانها.
بعد زيارة بن سلمان للبيت الابيض، وبعد تأكيده موافقة السعودية على تلبية كافة طلبات أمريكا، أعلن الرئيس ترامب دعمه لتحالف العدوان السعودي على اليمن، بعد أن كان انتقد هذا العدوان، حيث قال في أحد خطاباته أثناء حملته الانتخابية: (إذا تفكرون باليمن.. إنهم يجرون ويلهثون خلف اليمن.. هل رأيتم حدودهم المشتركة مع اليمن.. هل تعرفون ماذا يوجد على الضفة الاخرى (النفط).. إنهم يسعون خلف نفط اليمن وثرواته الطبيعية، وليس شيئاً آخر) .
من المقرر أن تبدأ اليوم في عاصمة بني سعود (الرياض) أعمال المؤتمر الاسلامي الامريكي، بمشاركة الرئيس الامريكي (ترامب)، باعتبار أمريكا شريكاً في التحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب.. وبهذا أصبحت أمريكا هي حامية حمى الاسلام والمسلمين والمقدسات الاسلامية من خطر التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيمي القاعدة وداعش، ومن وهم الخطر اليمني الحوثي ووهم الخطر الايراني (المجوسي)؟! إلى جانب حمايتها لحكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج مقابل دفع مليارات الدولارات، ولذلك أعتقد أنه أصبح لزاماً على أنظمة الانبطاح العربي والاسلامي والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين مبايعة الرئيس الامريكي ترامب خليفة للمسلمين وحامي الحرمين الشريفين، والملك سلمان نائباً أول للخليفة وخادم الحرمين، والرئيس التركي أردوغان نائباً ثانياً للخليفة، وضم أمريكا إلى عضوية منظمة المؤتمر الاسلامي، وضم دولة الاحتلال الصهيوني إلى عضوية الجامعة العربية، وقراءة الفاتحة على فلسطين والشعب الفلسطيني وعلى الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية.

أترك تعليقاً

التعليقات