(ولد الشيك).. ممثل سلمان!
 

محمد عبده سفيان

للمرة الا;لف يثبت ممثل الا;مين العام للأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل أحمد ولد الشيخ، أنه ليس ممثلاً أممياً محايداً، وإنما ممثل لحكام مملكة بني سعود والدول المشاركة في تحالف العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني البربري الهمجي الغاشم على بلادنا، مقابل الشيكات التي تصرف له شهرياً. ولعل إحاطته الا;خيرة لمجلس الا;من الدولي، الاثنين 31 أكتوبر 2016م، خير دليل على ذلك، حيث قال إن خارطة الطريق التي اقترحها لإحلال السلام في اليمن تم رفضها من جميع الا;طراف اليمنية، وهذا كذب وتزييف للحقائق، حيث إن الذي رفض الخارطة هو الفار هادي الذي رفض حتى استلام النسخة التي قدمها له ولد (الشيك) شخصياً في مقر إقامته في فندق الرياض، بينما المجلس السياسي الا;على والوفد الوطني رحبوا بها، واعتبروها أرضية للنقاش.. كما أن ولد الشيك في إحاطته لمجلس الا;من لم يتطرق لجرائم الابادة الجماعية البشعة والمذابح الدموية التي ترتكبها طائرات تحالف العدوان السعودي في حق المدنيين الا;برياء من أبناء الشعب اليمني، والتي تعد جرائم ضد الإنسانية، كونها تستهدف المدنيين في منازلهم وقراهم ومدنهم، وتستهدف المدارس والكليات والجامعات والا;سواق الشعبية والطرقات العامة والجسور والمصانع والمنشآت المدنية والمخيمات والقاعات التي تقام فيها مناسبات الا;عراس والعزاء. 
ولأنه ممثل لمملكة بني سعود وحلفائهم في العدوان على بلادنا وشعبنا، فقد وصف الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان في حق جموع المعزين بالقاعة الكبرى في العاصمة صنعاء، السبت 8 أكتوبر المنصرم، بـ(حادثة أليمة ومأساوية).. وقال: (لقد زرت القاعة منذ أيام مع بعض أهالي الشهداء، وتأسفت لما رأيت من خراب ودمار).. هكذا بلا حياء أو خجل تأسف ولد الشيك لما رآه من خراب ودمار، ولم يتأسف على الضحايا الذين سقطوا خلالها، والبالغ عددهم أكثر من 800 شهيد وجريح.. وزيادة في وقاحته ودناءته، قال في تقريره لمجلس الأمن الدولي: (إن قصف مجلس العزاء مخالف للأعراف والتقاليد اليمنية، ومن الضروري محاسبة الجناة)..هكذا اعتبر ولد الشيك تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي، بأنها مخالفة للأعراف والتقاليد اليمنية.. ولم يشر الى أن طيران تحالف العدوان السعودي هو من ارتكب تلك المجزرة المروعة، ولم يشر كذلك لبقية الجرائم المروعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي في حق المدنيين الأبرياء منذ مارس 2015م، وما يزال يواصل ارتكابها يومياً حتى الآن.. وزيادة في حقارته وخسته ودناءته، أشار الى المجزرة التي حدثت في حي بير باشا بمدينة تعز، حيث قال: (ففي الثالث من أكتوبر تعرضت منطقة بير باشا في تعز لقصف عنيف من مناطق تابعة لسيطرة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، مما أدى الى وفاة 9 مدنيين بينهم 3 أطفال).
هكذا وبكل بساطة حدد ولد (الشيك) المنطقة التي انطلقت منها القذيفة، ووجه الاتهام لأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، ولا ندري ما هي المعطيات التي بنى على أساسها اتهامه الصريح والواضح، رغم أن الجيش واللجان الشعبية نفوا مسؤوليتهم عن تلك المجزرة، إلا أن ولد (الشيك) قرر أنهم المسؤولون عنها، بينما جريمة قصف القاعة الكبرى بصنعاء اعترف النظام السعودي بارتكابها، إلا أنه لم يوجه إليهم اتهاماً مباشراً.. كما قال في تقريره: (فتعز تعاني منذ أشهر من قصف عشوائي يقضي على الإنسان والبنيان، ولابد من أن يتوقف)، ولم يشر الى أن تعز تتعرض لقصف عشوائي متبادل من قبل الأطراف المتحاربة، وقصف ممنهج من قبل طيران تحالف العدوان السعودي. وهنا يظهر مدى تحيزه الواضح لطرف ضد طرف..
وزيادة في تأكيد تحيزه الوقح للنظام السعودي أشار في تقريره الى ازدياد وتيرة العنف على الحدود السعودية، وزيادة الهجمات بالصواريخ الباليستية من حيث الكم والمدى على الأراضي السعودية.. وزيادة في وقاحته وسفالته وإثبات تحيزه للنظام السعودي قال في تقريره: (وما هو في قمة الخطورة أيضاً استهداف منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي، وهذا يعتبر تطوراً خطيراً يؤثر على مجرى الحرب، ويمس مشاعر ما يزيد عن مليار ونصف مسلم في العالم).. رغم أنه يعلم علم اليقين أن صاروخ (بركان1) الذي أطلقته القوة الصاروخية في الجيش اليمني، استهدف القاعدة الجوية في مطار الملك عبدالعزيز الذي يقع شمال مدينة جدة بـ19 كيلومتراً.. وقد اعترف بذلك الناطق الرسمي لتحالف العدوان، وأكده المندوب الدائم لبريطانيا في مجلس الأمن، وفي نفس الجلسة، بقوله: (إن الصاروخ بعيد المدى استهدف مطار الملك عبدالعزيز في جدة).
ولد (الشيك) لم يشر في تقريره لمجلس الأمن إلى القصف العنيف الذي تعرضت له العاصمة صنعاء من قبل طيران تحالف العدوان، أثناء زيارته الأخيرة، ولم يشر للمجازر التي ارتكبها طيران تحالف العدوان السعودي قبل تقديمه لتقريره بيومين، في مديرية الصلو، السبت 29 أكتوبر، والتي استهدفت منازل 3 مواطنين، وأودت بحياة 15 شخصاً، بينهم 7 أطفال و4 نساء، وإصابة 9، بينهم 4 أطفال، واستهداف السجناء في إدارة أمن مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة، والذي سقط فيه 70 شهيداً و30 جريحاً.
لقد خيل لي وأنا أتابع قراءة السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد لتقريره أمام مجلس الأمن الدولي، أن الشخص الذي يقرأ ذلك التقرير هو مندوب المملكة العربية السعودية في مجلس الأمن الدولي، وليس ممثل الأمم المتحدة الى اليمن.. فأي سقوط أخلاقي أكثر من هذا لولد (الشيك)..؟!

أترك تعليقاً

التعليقات