المنافقون وأزمة المرتبات
 

محمد عبده سفيان

المنافقون الموالون والمؤيدون لما يسمى (شرعية الفار هادي وحكومته) ولتحالف العدوان البربري الغاشم والحصار البري والجوي والبحري الجائر الذي تقوده مملكة بني سعود على وطننا وشعبنا اليمني منذ مارس العام الماضي، هؤلاء المنافقون اعترضوا على مطالبتنا الفار هادي وحكومته بصرف مرتبات موظفي الدولة، وأبدوا استغرابهم أننا نطالبهم بصرف مرتباتنا ونحن لا نعترف بشرعيتهم.. وعليه نقول لهؤلاء المنافقين، طالما والفار هادي وحكومته قاموا بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء الى عدن، وأصدروا توجيهاتهم بعدم توريد مبيعات النفط والغاز والإيرادات الأخرى الى البنك المركزي بصنعاء، وتوريدها الى فرعي البنك بعدن ومأرب.. وبما أنهم طلبوا من الحكومة الروسية عدم طباعة وتوريد الأوراق النقدية التي طلب البنك المركزي بصنعاء من شركة غوناك الروسية طباعتها وتوريدها (مبلغ 400 مليار ريال يمني -فئة 1000 ريال).. وبما أن الفار هادي التزم في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأنه وحكومته ملتزمون بالوفاء بكافة الالتزامات المالية بعد نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن (مرتبات جميع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين والنفقات التشغيلية لكافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في أنحاء الجمهورية اليمنية).. فجميعنا نطالب الفار هادي وحكومته بالوفاء بما التزموا به أمام المجتمع الدولي، وعليهم سرعة صرف مرتبات جميع موظفي الدولة ابتداء من شهر أغسطس المنصرم.
وأقول لأولئك المنافقين (الموظفين المدنيين والعسكريين): أنتم لا تعترفون سوى بشرعية الفار هادي وحكومته في فنادق الرياض، ولكنكم تتسلمون مرتباتكم من السلطة في العاصمة صنعاء، وليس من سلطة فنادق الرياض.
حتى أولئك الذين حملوا السلاح، سواء من منتسبي الجيش والامن أو المليشيات التابعة لحزب الاصلاح وشركائه من الناصريين والاشتراكيين والجماعات السلفية المتطرفة والفصائل الاخرى، والذين هم موظفون في مختلف مؤسسات الدولة، وانضموا الى صف تحالف العدوان السعودي لقتل أبناء شعبهم وتدمير مقدرات وطنهم، أيضاً يتسلمون مرتباتهم من السلطة في صنعاء منذ أن قدم هادي استقالته هو وحكومة خالد بحاح في فبراير 2015م وحتى شهر يوليو 2016م، وبصورة منتظمة، بل كان يتم صرفها قبل نهاية الشهر بأسبوع رغم ظروف الحرب والحصار وعدم توريد إيرادات المحافظات التي تحت سيطرة قوات الاحتلال التابعة لدول تحالف العدوان والقوات والمليشيات التابعة للفار هادي ومرتزقة بني سعود وحكام إمارات النفط الخليجية، الى البنك المركزي.
أنا هنا لا أدافع عن السلطة القائمة في صنعاء، ولا أعفيها من تحمل مسؤوليتها في صرف مرتبات جميع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين في عموم محافظات الجمهورية، فالمجلس السياسي الأعلى باعتباره السلطة العليا في البلاد، مسؤول مسؤولية كاملة في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير المرتبات.. ولكني فقط أردت توضيح الحقيقة التي يريد أولئك المنافقون تغييبها عن العامة من أبناء الشعب اليمني، وأقول لهم لماذا لا تطالبون رئيسكم الفار هادي ورئيس حكومته بن دغر المتجول هو وأعضاء حكومته بين عدن وفنادق الرياض، والمطرود مؤخراً من عدن الى المكلا ومن ثم إلى سقطرى، وبعدها إلى الاردن.. لماذا لا تطالبوهما بالوفاء بما التزما به أمام الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي، بأنهما ملتزمان بكافة الالتزامات المالية للبنك المركزي، بعد أن قاما بنقله الى عدن، سواء النفقات التشغيلية أو مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين في عموم محافظات الجمهورية..؟ وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: (إن المنافقين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً).

أترك تعليقاً

التعليقات