عدلي عبد القوي العبسي

عدلي عبدالقوي العبسي / لا ميديا -
قتلة من نوع آخر، هم أيضاً يعيدون قتلها للمرة الثانية بكلامهم المسموم عنها في المسار الموازي لعملية إعدام البطلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
في الداخل العربي الإسلامي كان هناك الخونة، الخونة في الطابور الخامس في جبهة الثقافة الرجعية الفاشية الإسلامية التي تخدم العدو الصهيوني منذ عقود من الزمن، هناك المثقفون الرجعيون على عموم تنويعاتهم الفكرية والسياسية، خاصة المتأسلمين الوهابيين منهم.
ولدينا صنفان من هؤلاء الأوغاد، هناك الكاذبون المتعمدون الكذب، وهناك الجهلة الذين لا يدرون ولا يدرون أنهم لا يدرون.
صنف فظيع من الجهلة، والجهلة عموماً يفهمون الوقائع والأحداث في إطار من محدودية إدراكهم ويحكمون على الأمور وفق طريقة تفكيرهم القاصرة، هم لا يستطيعون أن يخوضوا في عمق القضايا، سطحيون جداً ويسمحون لأنفسهم بالانجرار إلى مستنقع الأحاديث والتعليقات التافهة.
يهرفون بما لا يعرفون، عاجزون عن الفهم لعدم امتلاكهم منهجية تفكير صائبة أولاً، ولنقص المعلومات الشديد لديهم عن كل جوانب شؤون القضية التي يتناولونها تالياً.
ونسألهم: أنتم أيها الغارقون في أوحال الجهل والتخلف والتعصب، الخارجون عن نطاق التغطية، الواقفون خارج العصر، خارج المعركة، خارج الجغرافيا وخارج التاريخ، بل خارج الحضارة الإنسانية، ما هي علاقتكم بالوقت الحاضر، بالمرحلة الراهنة؟ وما هو دوركم وإسهاماتكم؟ وأنتم في الأصل من أهم أسباب الوضع المؤسف الذي تعيشه فلسطين، من أنتم حتى تخوضوا في ما لا تفقهوا فيه؟
هذه المجاميع الجاهلة، هؤلاء الأشرار فظيعة هي أقاويلهم عن القضية الفلسطينية وعن شعبها العظيم، وما أكثر هذه الكلمات المسمومة ومثيلاتها، يرددونها كلما استشهد بطل أو رمز وكلما حدثت جريمة أو دارت معركة بطولية.
قالوا كلاماً قاسياً ظالماً عن شعب فلسطين وعن شهداء وأبطال ومناضلي ورموز فلسطين، والذاكرة مليئة بكل هذه الأقاويل والتخرصات والتفوهات الحقيرة، وكلما نسينا شيئاً منها نكأوا الجراح ثانية ونفثوا حقدهم المسموم، قبحهم الله ولعنهم التاريخ.
ولأنهم لا يعرفون شيئاً عن فلسطين وشعبها وقضيتها وتاريخها وثقافتها ومجتمعها المتنوع ومكانتها ودورها التاريخي الحضاري، لا يعرفون أن أعداء الشعب الفلسطيني هم أعداؤهم في نفس الوقت، والذين لا يعرفون عنهم إلا النزر اليسير، نسألهم: ماذا تعرفون عن طبيعة هذا الصراع وجوهره الحقيقي وعن تاريخ بداياته وأسبابه ومراحل تطوره؟
وماذا تملكون من وسائل معرفية تمكنكم من الدفاع عن كل المظلوميات في هذه القضية التي هي أم القضايا والتي أثرت على مصير العرب وتاريخهم ووجودهم الراهن؟
هل تعرفون شيئا عن تلك المشارب المتنوعة والتنويعات على الجوهر الواحد داخل الشعب الفلسطيني البطل المناضل؟
كيف تجاهلتم حقيقة أن كل فلسطيني وفلسطينية لديه طريقته وأسلوبه وفكره وخلفيته الاجتماعية والسياسية التي يبلور فيها موقفه النضالي باستثناء القلة القليلة الخائنة العميلة الفاسدة؟
يا معشر الحمقى ويا عصابة الجهل، متى ترتقون إلى مستوى الأحداث؟ متى تدركون أن الموقف عظيم والحدث جلل والمشهد ذاته يتكرر آلاف المرات لقرن من الزمن؟ واللحظة التاريخية الراهنة عصيبة وفارقة وهي التي ستقرر أمورا كثيرة تتعلق بحياة ومستقبل مجتمعاتكم، ومن يظن منكم أنه بعيد يتفرج وأنه ناج وأنه لن يصيبه شيء فهو واهم.
العدو الجبان هو نفسه، ولا يستهدف الشعب الفلسطيني فقط، وإنما كل الشعوب العربية والإسلامية وكل الشعوب الصديقة الداعمة، وهو لا يستهدف فقط مناصري وأبطال القضية الفلسطينية فقط، بل يستهدف كل الفئات الشعبية والشرائح والمكونات وكل الأفراد المنتمين إلى هذه الأمة سواء كانوا في خندق الدفاع والتضحية أو في خانة التخاذل واللامبالاة والجهل، يستهدف الجميع حتى الخونة العملاء معه بعد أن يستنفدوا أدوارهم المرسومة لصالحه.
نقول لهؤلاء المتأسلمين الكاذبين المهرجين المتفرجين الساخرين من جميع الأقطار العربية القريبة والبعيدة عن خط المواجهة، لا تفرحوا كثيراً وقريباً ستعضون أصابع الندم، وعما قريب ستدخل مجتمعاتكم معمعة جحيم الصراع العربي الصهيوني الذي يشتد يوماً بعد يوم، ستدخل مجتمعاتكم في عمق الصراع، وإن كانت ستبقى فلسطين هـــــي الخط الأمامي والجبهة الأمامية الأكثر احتداماً واصطـــــــــداماً وبسالة وتضحية والتزاما حقيقيا.
لا يجــــدي أن تهربــــوا إلـى التفاهــة والسطحية والخداع لكي تغطوا على حقيقة أنكم الآن صنف من العرب والمسلمين الذين هم خارج التاريخ وخارج المعركة، وأنكم الآن تقفون إلى جانب العدو، عاجزين وفاشلين قياساً بأناس من أمتكم وبني جلدتكم يصنعون التاريخ العظيم الآن.
نقول لكم هل أدرك أي واحد منكم أيها المهرجون أن أي تهريج وأحاديث تافهة أو تعبيرات سطحية أو مواقف باهتة تنم عن غباء أو احتقار أو حقد أو جهل متعصب يعتبر خزياً وعاراً على أصحابه.
عار على كل من يستخف بعظمة ونبل وعدالة القضية الفلسطينية ويقلل من شأن كل جنودها ومثقفيها ومناضليها ورموزها على اختلاف مجالات عملهم واختلاف وسائلهم النضالية وتنويعاتهم الثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية، وأن من ينتقص من كرامتهم ويقلل من وطنيتهم أو تقديرهم واحترامهم انطلاقاً من موقع عصبيته الجاهلة الضيقة فهو أشبه بالحيوانات في قلة العقل.

أترك تعليقاً

التعليقات