نصيحة ورجاء من مواطن مسه الضر
 

عبده سعيد قاسم

ما قدمه الشعب اليمني من تضحيات وأثمان فادحة في مواجهة العدوان، لا يحق لأحد أن يهدره كوقود لخلافات ثانوية بين شريكي الدفاع والمصير الواحد، أياً كانت المغريات السياسية، ومهما كانت أحجام المكاسب السياسية الأنانية. إننا في راهن خطير ومعقد لا يحتمل نزق السياسيين، ولا يحتمل هذا الانفعال الأهوج، فصمود الشعب اليمني وتضحياته هي التي منحت المؤتمر الشعبي وأنصار الله القيمة الوطنية والوزن السياسي والشعبي الكبير. 
إننا نربأ بالمؤتمر الشعبي العام كحزب متجذر في أعماق التربة اليمنية، وفي كل مفاصل النسيج الاجتماعي، أن ينساق وراء أهواء سياسية لا قيمة لها ولا وزن أمام تضحيات الشعب اليمني، وأمام أنهار الدم التي سفكها العدوان الغاشم. 
ونربأ بأنصار الله كحركة فتية أصبحت بشجاعتها وبسالة أعضائها محل رهان الشعب اليمني في كسر صلف العدوان وغروره وهمجيته، نربأ بها أن تتعاطى مع شركائها بالفعل ورد الفعل الذي لن يثمر سوى ضعف الصف الداخلي وتمزيق وشائج التحالف ضد العدوان، ويمنح العدو تفوقاً عجزت آلته العسكرية عن تحقيقه خلال ما يقارب الثلاث سنين.
إن ما دار من تراشق وملاسنات خلال الأيام الفائتة أججها إعلاميون لا يستشعرون خطر اللحظة التي يمر بها الوطن، ولا يهمهم سوى أن يحققوا شهرة وحضوراً إعلامياً في المشهد الراهن، ولا يقدرون الانعكاسات السلبية لهذه الرعونة الإعلامية على مسارات المعركة المصيرية، ولو أن بعض السياسيين والإعلاميين الملتزمين بمحددات المعركة الوطنية، ومن باب التفاؤل، اعتبروا ما جرى من ملاسنات ومناكفات، مكاشفة كان لابد منها لتصحيح مسار التحالف الوطني لمواجهة العدوان وتصويب الأخطاء التي تخللت أداء الشريكين في إدارة مؤسسات الدولة، ولفت الانتباه حول تقصير أحد طرفي التحالف في رفد جبهات المواجهة مع العدو، لكن ما يثير مخاوف المواطنين هو أن تستفحل هذه المكاشفة، وتتحول إلى مقدمات لفض الشراكة واندلاع المواجهات العسكرية التي ستقصم ظهر الوطن، وتقدمه للعدوان هدية على بركة من الدم، وتفقد الشعب اليمني ثقته بصموده وتصديه للعدوان، وتبخس التضحيات العظيمة التي قدمها في سبيل دحر المعتدين والانتصار لقضيته العادلة. 
لقد فقد الشعب اليمني تماماً ثقته بالعالم وكل مسميات المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته الأممية التي انحازت بشكل فاضح ومخزٍ إلى جانب تحالف العدوان، وشرعنت له سفك الدم وارتكاب المجازر في حقه دون أي اعتبار حتى لما تسمي نفسها به من أسماء كمنظمات وهيئات أممية أنشئت لحفظ السلام وردع الدول التي تتغول بالعدوان على دول أخرى. 
إن وحدة الصف الداخلي تتطلب من الجميع تجاهل الصغائر، وعدم الالتفات لثرثرة من لايقدر أهمية وخطورة اللحظة التي يمر بها الوطن والشعب، وعلى الطرفين عدم اجترار ما طواه الزمن وانتفى تأثيره بفعل انتهاء أسبابه وشروطه، ولم يعد له قيمة أو جدوى سوى تقويض مداميك التلاحم الوطني وإهداء العدوان انتصاراً ناجزاً وبدون أية كلفة.
إن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي زعيم حركة أنصار الله، والزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، مطالبان بإلجام هذا العته الإعلامي، وردم بؤر التوتر أياً كانت التنازلات منهما لبعضهما. 
فلم يعد الشعب اليمني يحتمل أكثر مما هو فيه، فالعدوان الذي يستهدف الجميع استطاب تلك المهاترات، وأخذته النشوة والطرب، وراحت أبواقه تسهم في تأجيجه بفاعلية وخسة ليست خافية إلا على من لا يكترث لتضحيات الشعب اليمني وجراحاته العميقة النازفة. 
اللهم اهدِ قادتنا إلى سواء السبيل..

أترك تعليقاً

التعليقات