شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

هل يعلم المعتدون أننا حين نواري شهداءنا الثرى، نلمح اقتراب مواعيد النصر الحتمية الكامنة في قطرات دمائهم الطاهرة، وفي لظى الأحزان المتغلغلة في قلوب الأمهات الثكالى والنساء الأرامل والصغار اليتامى. 
وأننا حين نهرع لرفع أنقاض المنازل الفقيرة السغبة التي تهدمها طائرات الترف النفطي الباغي على رؤوس ساكنيها الجياع، نفتح أفقاً جديداً لمعركة الحرية والإصرار على حقنا في امتلاك قرارنا الوطني، ورفض الاستكانة لإملاءات الخارج أياً كان هذا الخارج، ومهما بلغت ثروته وتعاظمت قوته.
ونوقن أن زوال الكيان المعتدي اقترب وأصبح على بعد دورة جديدة من صمود واستبسال الجيش واللجان الشعبية في التصدي لعنجهيتكم وابتذال أدواتكم من المرتزقة الذين غدروا بشعبنا.
وأننا حين نجمع أشلاء الضحايا، نقسم بطهر دمهم وقدسية دموع الحزانى ألا نستكين لأهداف العدوان، وألا نتنازل عن قطرة دم أو دمعة سفحتها صواريخكم، وألا ننسى ما صنعتموه بشعبنا وبوطننا، وأننا سنوصي أجيالنا جيلاً بعد جيل أنكم قتلة لا أمان لكم ولا عهد ولا ذمة، وأن نعيد الحساب من تنومة حتى آخر طفل قتلته آلتكم العدوانية.
فلا تنشدوا نصراً علينا، فقد دارت دواليب الزمن، وتغير منطق التاريخ، وامتلكنا ناصية المبادرة، وسنجرعكم مرارة صنعكم وتطاولكم على بلد لم يكن يوماً مصدر أذى لكم، وشعبه لم يسئ إليكم يوماً، ولم يطعنكم بظهوركم كما فعلتم به.
فقرنا للمال لن يصنع لكم نصراً، وترفكم لن يهزمنا، فالنصر تصنعه الإرادة المؤمنة بعدالة قضيتها الإنسانية والغيرة على الأوطان من دنس الغزاة، ونحن نعرف قيمة الوطن ومعنى الحرية جيداً، ونعرف ونؤمن أن من حقنا أن نعيش على تراب بلادنا بكرامة دون تدخل وبلا وصاية من أحد. 
نفطكم لعنة أبدية حلت عليكم، وجعلتكم مثار سخرية واستهجان العالم، فلستم بنظر القابضين على أعناقكم من قوى الرأسمالية والاستعمار، سوى خزنة متخمة برزم النقود، ولستم سوى حراس لبقعة من الأرض تكتنز ثروة نفطية هائلة لاتملكون الحق ولا الخبرة في استغلالها لصالح شعوبكم. 
القوى الكبرى المهيمنة هي من تمتلك مفاتيح خزنة المال وبحيرات النفط، وتحويلها إلى شيكات ونقود لاتحصلون منه أنتم إلا بمقدار ما تنفذونه من رغباتهم وخططهم، وبمقدار ما تؤذون جيرانكم وتقتلون أبناء الشعب العربي في مختلف دول المنطقة.
ستُهزمون، وستُعاقبكم الشعوب والتاريخ.

أترك تعليقاً

التعليقات