شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

نقترب من نهاية العام الثاني من بدء العدوان، وليس في سجل الكيان السعودي المعتدي سوى قوائم طويلة بأسماء من قتلتهم صواريخه وقذائف مدافعه، وخرائط مترامية الأطراف بالأهداف المدنية التي دمرها، وطاقة حقد شعبي يمني على هذا الكيان المجرم الذي يلعب بأقدار ومصائر شعوب المنطقة بطريقة مجرمة وقذرة. 
فيما سجل انتصاراته التي كان يتوخى تحقيقها في اليمن، خالٍ من أي انتصار، وليس فيه سوى أعداد القتلى من جنوده وضباط جيشه، وعدد قراه ومناطقه ومواقعه العسكرية التي يسقطها الجيش اليمني واللجان الشعبية تباعاً، وأشرطة ومقاطع تلفزيونية تروي أكاذيب ناطق جيشه ومحلليه وجوقة مرتزقته الذين استدرجوه الى هذه الحرب العدوانية بمعلومات كاذبة عن قوتهم الشعبية في الداخل اليمني، وكيف أن العدوان والحصار سيخلقان نقمة شعبية ضد الحوثي وصالح، مما سيجعل انتصار العدوان يتحقق في غضون أيام قليلة، وأن انتصارهم حتمية مطلقة لا يشوبها الشك ولا فيها جدال.
وها نحن بعد ما يقارب العامين أمام واقع تراكمت فيه الوقائع للصالح الوطني، وسقطت فيه كل مراهنات الكيان المعتدي وحلفائه ومرتزقته، وتلاشت افتراضاته المبنية على تقييمات سخيفة لحقائق المستجدات في الداخل اليمني. ذهبت أدراج الهزائم كل توقعات هذا الكيان العدواني بما ستحدثه انحيازات المؤسسات الأممية إلى جانبه، وسكوت هذا العالم على جرائمه ضد الإنسانية، من تأثيرات ستصب في خانة دعمه، وتنعكس سلباً على القوى الوطنية المواجهة للعدوان التي لم تراهن إلاَّ على الشعب اليمني، ورفضه البات والقاطع للظلم والتدخل في شؤونه وانتهاك سيادته على أرضه، وإيمانه بحتمية انتصاره على المعتدين مهما تواطأ معهم العالم وسكت على جرائمهم الوحشية، ومهما تفوق العدوان بعتاده العسكري، ومهما تعاظمت ثرواته وأمواله، وتواطأت معه، بل دعمته كل كيانات الشر وقوى الهيمنة العالمية التي زينت له وأملت عليه التدخل الهمجي السافر في الشؤون الداخلية لشعوب المنطقة، وتأجيج الحروب الأهلية فيها.
لا شك ولا أبالغ في القول إن السعودية اليوم تعيش مأزقاً لم تألفه من قبل، وتحاول الخروج منه تحاشياً من أن تشرب ذات الكأس المريرة التي أسقتها لمن دمرت وقسمت بلدانهم، فهذا الكيان من الهشاشة إلى درجة لا يستطيع معها أن يتحمل دورة واحدة من دورات عواصف التقسيم التي تتهيأ القوى الكبرى لتنفيذها في المنطقة.
فهدا الكيان قد استنفد طاقاته وحيويته، وشاخ وهرم، وسيسقط حتما كأي عرش نخرت سوس التغيير قوائمه.. وإن غداً لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات