«إسرائيل» صدقت وهي الكذوب!
 

عبده سعيد قاسم

عبده سعيد قاسم / لا ميديا -
هل مخاوف الكيان الصهيوني من تزايد قوة الجيش اليمني وامتلاكه أسلحة حديثة عابرة للحدود محقة أم هي مبالغة يهدف الكيان من ورائها لاستعطاف القوى العالمية؟
باعتبار أنه كيان مهدد بخطر قادم من بلد لم تفلح سنوات العدوان الثماني بكسر إرادته، ولم تستطع كل تلك السنوات من العدوان والتدمير زرع اليأس في نفسه الوثابة والمتوثبة إلى بلوغ ناصية الحرية والاستقلال الخالص.
الكيان يشعر بالخوف حقاً، ويشعر بالبرد في زمن بدأت فيه أمريكا تفقد سيطرتها على دفة الأحداث في «الشرق الأوسط» وفي سواه من مناطق العالم، وبدأت بالخفوت شمسها التي وعلى مدى ستين عاما كانت تمد «تل أبيب» بالضوء والدفء والقوة والغطرسة المسنودة بـ»الفيتو» البتار الذي لم تتوان الإدارة الأمريكية في استخدامه آلاف المرات لإسقاط أي قرار دولي ضد الكيان حتى لو كان مجرد قرار يستنكر ما تقترفه «إسرائيل» من جرائم بحق الفلسطينيين وغيرهم من العرب.
«إسرائيل» محقة في مخاوفها هذه المرة، فهي شريكة كاملة الشراكة في العدوان علينا، من أول غارة شنها تحالف الطغيان. وهي تدرك أيضاً أن الشعب اليمني لا ينسى ولا يغفر لمن اعتدى عليه، وأن شعور الشعب اليمني بالظلم يجعل طعم الماء في فمه مالحاً والزاد مريراً ومذاق النوم مرهقاً ومذلاً، وأن نساء اليمن لا يتعطرن ولا يكتحلن ولا يقبلن أزواجهن وفي رقابهم ثأر لسيادة أرضهم وكرامة شعبهم ممن اعتدوا عليه وانتهكوا قدسية تراب وطنه.
«إسرائيل» ودول النفط غرها فقر الشعب اليمني وطبيعة حياته القاسية، ومجموعة من نخاسي الأوطان الذين أقسموا لهم بما يقدسونه من خيانة وسقوط أن الأمر بسيط ولن يستغرق أكثر من خمسة أيام، فصدقوهم واعتبروا الشعب اليمني صيداً سهلاً، وأنهم بعدة غارات جوية ومجموعة صواريخ سيجعلونه يرفع راية الاستسلام ويستدير باتجاههم يستجديهم معونات وخبزا وماء. لم يكونوا يعلمون ولم تخبرهم الطير أنهم بعدوانهم سينزعون غطاء القمقم لينطلق منه جني عملاق حاد «عنده مهنة الموت لعبة».
وها هي «إسرائيل» وبقية دول العدوان رأت في ساحة العرض العسكري في الحديدة عملاقا جبارا سبب لها القلق وأرق نومها وضاعف مخاوفها، وهي كاذبة في كل شيء إلا بخوفها مما رأته ومما توقعه من جحيم ستتهاوى إلى قعره المخيف، فهي على حق في هذه النقطة فقط صدقت وهي الكذوب.

أترك تعليقاً

التعليقات