نقطة نظام!
 

أشرف الكبسي

د. أشرف الكبسي / لا ميديا -
إن كنت ستضع كل من يخالفك الرأي، في كل صغيرة وكبيرة، في سلة المهملات، فستجد نفسك يوما وأنت تعيش منفردا في مكب للنفايات.. في الأزرقين!
متى سنتعلم أن رأيي متغير يحتمل الصواب والخطأ تماما كرأيك، فلا رأيك قديس ولا رأيي مقدس، واحترام حق التباين في الفكر، والتنوع في الرأي أولى قواعد العيش المشترك، والسبيل الأمثل للابتكار والتطور والتحضر والتحرر؟!
لماذا نختلف في الرأي؟!
لأننـا، بالبـديهـــة والطبيعة، ومهما تشابهنا، نختلف في مداركنا ومعارفنا وتجاربنا وزوايا نظرنا وطرائق تفـكـــيرنا.. هــــــذا طبعــا إن فكـــرنــا!
ولو فكرنا قليلا لوجدنا مثلا أن العدوان يستهدفنا جميعا، وهذا ثابت، وأننا جميعا شركاء في الوطن، ومتساوون في الحقوق والواجبات تحت سقف العدالة والقانون، وهذا أكيد، وأننا بعد هذا الأكيد والثابت قد نختلف حول تفاصيل كيف ومتى ولماذا، وأين القانون؟!
يعني بالبلدي الفصيح.. من يرى خلاف ما تراه، مش بالضرورة «داعشي» مرجف، ومنافق في قلبه مرض.. ولا مجوسي رافضي حوطبطبائي، ومطبل وفاعل وتارك!
عندما تقابل رأيا لا يعجبك، ناقش الرأي وقل عنه ما تشاء، مش هبي دبي تتهم صاحب الرأي بكل نقائص الكون وتنسف وجوده وتاريخه بلغم أرضي لسابع جد، وترسله (DHL) إلى جهنم!
لم يخلق الله البشر من حولك لتسليتك، ولا ليعزفوا إيقاعك، ويرددوا كلماتك وقناعاتك، ويقولوا آمين كلما تلوت رأي أنفاسك!

أترك تعليقاً

التعليقات