محمد.. لماذا أنت؟!
 

أشرف الكبسي

د. أشرف الكبسي / لا ميديا -
منذ 1400 عام.. بعيدا عن عواصم القوى الكبرى، وبمنأى عن مراكز نفوذ وسدنة الديانات الأولى والأخرى.. ومن عمق الصحراء، في شبه جزيرة نائية وقاحلة.. أعلن رجل أربعيني، يعمل في الرعي والتجارة، عن رؤية ومشروع تنويري، ينتوي به إعادة ترتيب فوضى العالم، وإصلاح أحواله السيئة، ليس لقومه وفي عصره فقط، وإنما للأمم أجمع، وللأبد!
وقالها صراحة: أنا الرجل الأخير الذي تخاطبه السماء، وتبعث إليه برسائلها!
حينها، لم يكن يحمل كتابا وتشريعا وسيفا، ولم يكن معجزا تظلله الملائكة والغمام أو تخاطبه السباع والحمام!
لم تكن أمه مريم، ولا خاله زكريا.. ولم يتكلم في المهد صبيا!
كان بسيطا ومجردا إلا من إيمانه، وبعض الكلمات.. «لا إله إلا الله، وأنا رسول الله»!
ومن حينها إلى اليوم، ماتزال الكلمات التي قيلت بلسانه تدوي في قلوب الشعوب وتعبر الأزمنة والقارات، وترددها الألسن بكل الهويات واللغات: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
محمد بعيون المؤمنين، نبي وخاتم المرسلين.. وبعيون المعاندين، الخصم الذي لم يعد ممكنا هزيمته.. وبمنطق الملحدين، الرجل الأعظم تأثيرا في العالمين!
لم يأت بعد محمد، محمد آخر.
في اصطفاء محمد صلوات الله عليه، اختيار للغة العربية، وللعرب كجغرافيا وثقافة، ولهذا مغزى ودلالة اجتماع وإجماع، لو كان العرب يفقهون!

أترك تعليقاً

التعليقات