الكيوت إبليس أديباً!
 

أشرف الكبسي

أشرف الكبسي / لا ميديا -
«تشيللو» يخيل إليك لأول وهلة، أنها رواية عالمية لجورج أمادو، أو بابلو كويلو، أو إرنست همنغواي، أو أنطون تشيخوف، أو نجبب محفوظ، أو حتى لمروان الغفوري، بعد أن تعافى من شيزوفرينيا قطة شرودنجر ومتلازمة أنف بينيكيو الطويل.
لكن لا، فلمن هي إذن؟!
يسلب منك الزمن الرديء كل أشيائك الضرورية، لكنه يمنحك وبالمجان رفاهية القهقهة الساخرة حد الاستلقاء على بطن ظهرك، وأنت تقرأ خبر الساعة:
تركي آل الشيخ ينشر روايته الأولى: «تشيللو»!
لا تشيللوا ولا تطرحوا أيها الأوغاد!
متى قرر الحفاة رعاء الشاة التخلي عن التطاول في البنيان، والبدء بالتطاول في فن الأدب والرواية، كعلامة من علامات خيال الساعة «رادو»؟!
لا بأس لضرورات تفاهة نوم و»نيوم» المرحلة، أن يتحول «المطوع» الوهابي، بغلظته النجدية المعهودة، وخشونته الدينية المعروفة، ورعونته الدنيوية المألوفة، من قاطع «أعناق» زيفا باسم الله، إلى عازف ترفيه مرهف القوام والخصر، وقاطع «تذاكر» سياحة غامضة باسم الكيوت إبليس؟! .
يمكنك، بالمال والنفط شراء كمية هائلة من اللحى والفتاوى، وكمية أكبر من الحانات والراقصات وساسة ابن آوى، ولك أن تقتني يختا عبريا ذهبيا تهديه لمعشوقتك عنزة بنت متعب، وأن تضع وشما حداثيا عولمياً بارزاً على نحيل مؤخرتك الثقافية، على هيئة فراشة وردية كانت ناقة بنية... لكن إياك إياك أن تفكر مجرد التفكير في ردم الهوة الكونية السحيقة بينك وبين الفن والأدب، بحفنة ريالات ودولارات أو حتى ببراميل نفط الدنيا والآخرة!
مع التفريق بين الإبداع و»التبدَّاع» سعر الرواية دولار واحد.. وهذا أدبيا أكثر بكثير من قيمة «الروتي» والروائي!

أترك تعليقاً

التعليقات