المتسلقون الحاضرون والشرفاء الغائبون
 

أشرف الكبسي

د. أشرف الكبسي / لا ميديا -

يجيد المتسلقون تغيير جلودهم كأفاعي الأمازون، ويتلونون ببراعة حرباء درست الكيمياء والفنون بجامعة السربون!
يستبدلون قناعاتهم تماما كجواربهم، ويضعون سلالمهم على جسد تلك السلطة، ويصعدون ليتبولوا على رأسها، فإن تهاوت، حبسوا مثانتهم مؤقتا، وحملوا سلالمهم وحبالهم ووضعوها على جسد السلطة التالية. وبينما يتصاعدون صوب قمتها، ويمسحون جوخها، تغمغم هي كحمقاء لا تعدم الذريعة: إنهم رجال دولة!
السلطة بطبعها مشغولة وكسولة، ولا تحب البحث عن رجال لا يجيدون ابتذال أنفسهم في محيطها وقرب مركزها، ومتسلق تعرفه ولا جني ما تعرفه!
في جدلية المتسلقين الحاضرين، والشرفاء الغائبين، ربما يكمن الحل في أن تكف السلطة عن البحث عن إنس قريب أو جن بعيد، وتضع إعلانا مفتوحا يقول:
أنا وظيفة عامة مؤقتة، لا هبة خاصة دائمة، وعلى الراغبين في شغري، التقدم بلا سلالم أو حبال أو مثانة، وسيتم اختيار الأفضل بمعايير، لا المعلوم بمقادير، فمن أحسن، شكرنا سعيه. ومن أفسد، قطعنا رأسه!!

أترك تعليقاً

التعليقات