سقوط شركاء الجرائم على متوالية الهزائم
- إبراهيم الهمداني الثلاثاء , 31 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:25:34 AM
- 0 تعليقات
إبراهيم الهمداني / لا ميديا -
طالما سعى تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي الإجرامي إلى تبرير عدوانه على اليمن بذرائع شتى، محاولاً إضفاء المشروعية على موقفه العدائي، بمزاعم دعم "الحكومة الشرعية" تارة، و"قطع أذرع النفوذ الإيراني" في المنطقة تارة أخرى، والحد من تهديد جماعة أنصار الله على دول الجوار، وخاصة السعودية، تارة ثالثة، إلى غير ذلك من الأعذار الواهية، التي بلغت حد التفاهة والسقوط، كاشفاً عن السبب الحقيقي لعدوانه الإجرامي؛ كونه رغبة أمريكية - "إسرائيلية" محضة لخدمة أهدافهما التسلطية، واستعادة هيمنة السفارة ووصاية السفير، وإعادة اليمن إلى حضن التبعية الأمريكية - "الإسرائيلية"؛ ورغم ذلك الانكشاف الفاضح، إلا أن مرتزقة تحالف العدوان -من دواعش الإصلاح وعفافيش المؤتمر- استمروا في ترديد تلك الذرائع الزائفة دون حياء أو خجل، غير متحرجين من إعلان تحالفهم مع أمريكا ومن خلفها الكيان "الإسرائيلي" الغاصب، عدو الدين والأمة الإسلامية، مؤكدين تماهيهم الكامل مع أبجديات ومبادئ المشروع الصهيوني، نكاية بأنصار الله ومشروعهم القرآني، متبنين مقولات الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، المعبرة عن موقف "إسرائيل" العدائي تجاه جمهورية إيران الإسلامية، وعموم شيعة آل البيت، أينما كانوا، بوصفهم "أشد خطراً على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى"!
سقط تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي في اليمن، وسقط معه مرتزقته، وسارع كل منهم لإلقاء وزر الهزيمة على صاحبه؛ فالمرتزقة متهمون -من قِبل أسيادهم- بسرقة الدعم المالي المخصص للجبهات وتحويله إلى أرصدتهم وحساباتهم الخاصة، والمطالبة بالمزيد من الدعم المالي والعسكري دون تحقيق أي تقدم يذكر. في المقابل، لم يحاول المرتزقة تبرئة أنفسهم من تلك التهمة، بل ردوها بمثلها أو أكثر منها، فقالوا إن قيادة التحالف لم تقدم لهم الدعم المالي الكافي، وسلبتهم حق اتخاذ القرار الميداني، وجعلته من نصيب الضباط الإماراتيين والسعوديين الذين قادوا المعارك -بلا خبرة- من غرف النوم، وتسببوا في حدوث أخزى الهزائم، والتضحية بمئات المقاتلين على مذبح غرور الأنا السعوإماراتية المتعالية.
أصبحت نظرية المؤامرة هي سيدة الموقف في تفكير الطرفين؛ فالمرتزقة رأوا أنفسهم ضحية مؤامرة دولية تهدف إلى التخلص من "الإخوان المسلمين" في اليمن ومختلف بلدان العالم، من خلال الزج بهم في الصفوف الأمامية وتوريطهم في حروب عبثية لانهائية، ليواجهوا مصيرهم المحتوم على يد أعدائهم أو بنيران صديقة من طيران التحالف، بدليل وقوع ذلك عدة مرات، علاوة على استبعادهم من مواقع القيادة وصناعة القرار العسكري الميداني، والتعامل معهم بوصفهم مجاميع وظيفية A252;أجورة من مقاولي وتجار الحروب، بالإضافة إلى عدم إشراكهم في القرار السياسي (المفاوضات) إلا في حدود ما يُجمّل صورة الممول السعودي الراعي الرسمي للعدوان، وما يخدم موقف ومصالح سيد الحرب الصهيوأمريكي.
كذلك حضرت نظرية المؤامرة، في منظور النظام السعودي -قائد تحالف العدوان- الذي رأى أنه وقع في الفخ وتورط في حربه على اليمن مرتين في وقت واحد؛ الأولى: حين ناصب الشعب اليمني العداء ابتداءً، وأعلن عليه الحرب الشعواء والحصار المطبق، وارتكب بحقه أبشع المجازر وعمليات الإبادة الجماعية الوحشية دون موجب حقيقي لذلك، ليصبح بذلك الموقف الإجرامي المشين في مقام العدو الأول للشعب اليمني وموضع غضبه وثأره وانتقامه.
والثانية: حين اعتمد على المرتزقة المحليين في تنفيذ المهمة الموكلة إليه من سيده الصهيوأمريكي، ظناً منه أنه سينجح بهم في إتمامها بأقل كلفة وأدنى جهد، من خلال توظيف قوة المال السعودي، بالإضافة إلى استغلال حالة الحقد والعداء في قلوب الإصلاحيين والمؤتمريين، الذين يرون أن إسقاط أنصار الله في صنعاء هو ثأرهم الشخصي وانتقامهم الخاص، وبذلك يتم ضرب عصفورين بحجر واحد، ويخرج النظام السعودي من دائرة اللوم والانتقام، بحجة أن الحرب كانت يمنية - يمنية، في ظل انتقال السعودي إلى دور الوسيط والأخ الأكبر الراعي للمفاوضات اليمنية الساعي بالصلح بين الإخوة الأعداء.
لكن عواصف الميدان اليمني جاءت بما لا تشتهي سفن الأحلام السعودية، وأربكت كل الحسابات، وأسقطت كل الرهانات، وبدا أن صمود الشعب اليمني أكبر من أن تكسره أعتى القوى العالمية، وأن الاعتماد على المرتزقة المحليين في حسم هذه المعركة لصالح المشروع الاستعماري الصهيوأمريكي لا يعدو كونه ضرباً من المُحال، يتطلب لتحقيقه صبر أيوب وعمر نوح ومُلك سليمان، الأمر الذي جعل أموال وكنوز وخزائن سلمان تقبض يدها، بعد أن كانت أبوابها مشرعة على مصاريعها أمام المرتزقة، خاصة بعدما اكتشف النظام السعودي أن حياة الرفاهية ونعيم فنادق الرياض قد أفسد قادة مرتزقته، وفتح أعينهم على متعة التجارة ولذة تصاعد الأرصدة والأرباح، وأطمعهم في طلب المزيد، وهو ما لم يتوقعه النظام السعودي، ليواجه مطالب حكومة الفنادق بسلسلة إجراءات عقابية صارمة، ولم يستثنِ أحداً منهم، سواء من عقوبة الضرب أم الحرمان من بعض الحقوق الأساسية أم الحجز في الغرف لأسابيع والتهديد بالترحيل إلى عدن وإسقاط الحصانة والحماية...
المصدر إبراهيم الهمداني
زيارة جميع مقالات: إبراهيم الهمداني