غرامة على النباح لا على الكلاب !
 

علي عطروس

علي عطروس / لا ميديا -
تتزين وتزدان صنعاء وكل جغرافيا السيادة خِضرةً واخضراراً احتفاءً واحتفالاً بذكرى مولد خير الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبرغم ذلك ثمة ما كان يعكر ومايزال هكذا بهجة، وينغص فرحة الناس وعيشتهم أيضاً.. إنها ظاهرة انتشار الكلاب، المتلازمة طبعاً مع انتشار القمامة والمجاري ومستنقعات الحُفر على الطرقات.
قد يحتج أحدهم عن طرح هكذا أمر في هكذا سياق، غير أن ذلك مردودٌ عليه، حيث لا ضير بأن تُستغل مثل هكذا مناسبات لتسليط الضوء على سلبياتٍ جمة يحاول بعض المسؤولين عنها التغطية عليها وعلى فشلهم وعجزهم بالبهرجة العلوية بعيداً عن معاناة القاع والأوجاع السفلية.
لا تخلو حارة أو حي أو شارع في العاصمة صنعاء وبقية عواصم ومدن المحافظات من الانتشار المرعب للكلاب الضالة، ولا يمر يوم إلا وتستقبل فيه المستشفيات حالات عضٍ خطيرة يتعرض لها الجميع بالذات الصغار منهم.. وعلى الرغم من كل المناشدات، إلا أن أمين العاصمة (حمود عباد) ومحافظي المحافظات لا يألون جهداً عن تصعير خدودهم وتطنيش الأمر وكأن ليس من مسؤولياتهم سوى الخطابة والهتاف.. ويتعاملون مع هكذا ظاهرة كأنهم رؤساء جمعيات الرفق بالكلاب والعض في الإنسان. 
لا نريد أن نفتح باب المزايدات ولا أن نغلق (مخلفة) الموازنات أيضاً.. فمكافحة الكلاب الضالة ستؤدي حتماً إلى القضاء على بؤر انتشارها في مقالب القمامة العشوائية ومستنقعات المجاري وحفر الشوارع والطرقات، وهذا ما لا يريد البعض الوصول إليه لا من باب الموازنة ولا من مخلفتها.
والكلاب بالكلاب تذكر، فقد أصدر عمدة منطقة هوت دو فرانس الفرنسية غرامة تتراوح بين ٦٨ و١٨٠ يورو على نباح كلاب المنازل التي تزعج الجيران ولا تنتشر في الشوارع إلا شارع الشانزليزيه الذي يمر منه الكلب (ماكرون) إلى قصر الإليزيه حيث ينبح في الأفارقة ليل نهار وبلا غرامة !

أترك تعليقاً

التعليقات